سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السبعون في سرية المقداد بن الأسود رضي الله عنه إلى أناس من العرب

روى البزار والدارقطني في الإفراد ، والطبراني والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير عن سعيد بن جبير رحمه الله تعالى ، قال ابن عباس : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد بن الأسود ، فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا ، وبقي رجل له مال كثير لم يبرح ، فقال : «أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له» .

فأهوى إليه المقداد فقتله . فقال له رجل من أصحابه : «قتلت رجلا شهد ألا إله إلا الله ، لأذكرن ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله إن رجلا شهد أن لا إله إلا الله فقتله المقداد . فقال : «يا مقداد أقتلت رجلا يقول أن لا إله إلا الله فكيف لك بلا إله إلا الله غدا ؟ » فأنزل الله عز وجل :
يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل [النساء 94] .

قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد : «كان رجلا مؤمنا يخفي إيمانه مع قوم كفار ، فأظهر إيمانه فقتلته ، وكذلك كنت تخفي إيمانك بمكة»
.

وقال سعيد بن جبير : فنزلت هذه الآية : ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا يعني الغنيمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية