سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السابع والسبعون في بعثه صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وخالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن رضي الله عنهما .

روى محمد بن رمضان بن شاكر في مناقب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى قال : «وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ، وخالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن وقال : «إذا اجتمعتما فعلي الأمير وإن افترقتما فكل واحد منكما أمير» فاجتمعا . وبلغ عمرو بن معديكرب . فابتدره علي مكانهما . فأقبل على جماعة من قومه . فلما دنا منهما قال : دعوني حتى آتي هؤلاء القوم فإني لم أسم لأحد قط إلا هابني . فلما دنا منهما نادى : أنا أبو ثور وأنا عمرو بن معديكرب . فابتدره علي وخالد وكلاهما يقول لصاحبه : خلني وإياه ويفديه بأمه وأبيه . فقال عمرو إذ سمع قولهما : الغرب تفزع بي وأراني لهؤلاء جزرا . فانصرف عنهما . وكان عمرو فارس العرب مشهورا بالشجاعة وكان شاعرا محسنا» .

وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة من طرق قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن وقال له : «إن مررت بقرية فلم تسمع أذانا فاسبهم»

فمر ببني زبيد فلم يسمع أذانا فسباهم . فأتاه عمرو بن معديكرب فكلمه فيهم فوهبهم له ، فوهب له عمرو سيفه الصمصامة فتسلمه خالد ومدح عمرو خالدا في أبيات له .
[ ص: 247 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية