سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهات

الأول : هذه السورة مدنية بلا خلاف ، والمراد بالمدني ما نزل بعد الهجرة ولو بمكة على المعتمد . وروى البزار ، وأبو يعلى ، والبيهقي في الدلائل عن أبي عمر رضي الله عنهما قال : نزلت هذه السورة إذا جاء نصر الله والفتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسط أيام التشريق فعرف أنه الوداع ، فأمر بناقته القصواء فرحلت ثم ، فخطب خطبته المشهورة .

الثاني : روى مسلم والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : آخر سورة نزلت إذا جاء نصر الله والفتح . وروى الترمذي والحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح .

قال الشيخ في الإتقان : يعني : إذا جاء نصر الله والفتح . قال الحافظ : والجمع بينهما أن آخر آية النصر نزولها كاملة بخلاف براءة . قلت : ولفظ حديث ابن عمر ، وعند الطبراني : آخر سورة نزلت من القرآن جميعا : إذا جاء نصر الله والفتح

الثالث : سئل عن قول الكشاف أن سورة النصر نزلت في حجة الوداع أيام التشريق فكيف صدرت بـ "إذا" الدالة على الاستقبال ؟ وأجاب الحافظ بضعف ما نقله ، وعلى تقدير صحته فالشرط لم يكتمل بالفتح لأن مجيء الناس أفواجا لم يكن كمل ، فبقية الشرط مستقبل ، وقد أورد الطيبي السؤال وأجاب بجوابين أحدهما أن "إذا" قد ترد بمعنى إذ كما في قوله تعالى : وإذا رأوا تجارة أو لهوا [الجمعة 11] الآية . ثانيهما أن كلام الله تعالى قديم . قال الحافظ : وفي كل من الجوابين نظر لا يخفى .

الرابع : قال الحافظ ابن كثير : «والمراد بالفتح ههنا فتح مكة قولا واحدا فإن أحياء العرب كانت تتلوم بإسلامها فتح مكة يقولون [دعوه وقومه] فإن ظهر عليهم فهو نبي . فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في دين الله أفواجا فلم تمض سنتان حتى استوثقت جزيرة العرب إيمانا ولم يبق من سائر قبائل العرب إلا مظهر للإسلام» . قلت : قد حكى غير واحد الخلاف في أن المراد فتح مكة أو فتح سائر البلاد . [ ص: 258 ]

الخامس : في بيان غريب ما سبق :

تربص : بمثناة فوقية فراء فموحدة مشددة مفتوحات فصاد مهملة مضمومة : تنتظر .

القادة : بقاف فألف فدال مهملة فهاء : الأشراف الذين يقودون الناس بتبعهم لهم .

نصبت الحرب : بنون فصاد مهملة فموحدة فمثناة فوقية : جدت فيه .

دوخها الإسلام : بدال مهملة فواو فخاء معجمة استولى عليها .

بدر : بموحدة فدال مهملة مفتوحات : عاجل .

تلوم : بفوقية فلام فميم مفتوحات : تنتظر .

برز : بموحدة فراء فزاي مفتوحات : ظهر بعد خفاء .

الكون : بكاف مفتوحة فواو ساكنة فنون : الوجود والاستقرار .

أدحضه : بهمزة فدال فحاء مهملتين فضاد معجمة : أبطله .

قسره : بقاف فسين مهملة فراء مفتوحات : قهره وغلبه .

اليدان : القوة .

المعدن : بميم مفتوحة فعين مهملة ساكنة فدال مهملة مكسورة فنون : مركز كل شيء والموضع الذي يستخرج منه جواهر الأرض كالذهب والفضة والنحاس .

الرفيق الأعلى : جماعة الأنبياء يسكنون أعلى عليين .

واسطة الرحل : وسطه .

هجس : بهاء فجيم فسين مهملة : خطر بباله .

التحم : بفوقية فحاء مهملة فميم مفتوحات : اشتبك فلم يوجد له مخلص .

المقطع : بميم مفتوحة فقاف ساكنة فطاء مهملة مفتوحة فعين مهملة مصدر قطع إذا أبان .

الشكائم : بشين معجمة جمع شكيمة ، يقال فلان شديد الشكيمة إذا كان عزيز النفس أبيا قويا ، وأصله من شكيمة اللجام فإن قوتها تدل على قوة الفرس .

الإباء : بهمزة مكسورة فموحدة : شدة الامتناع .

الاحتباك : [الشد والإحكام] .

المطالع : بميم فطاء مهملة فألف فلام فعين مهملة : جمع مطلع بفتح اللام وكسرها مصدر طلع إذا ظهر . واسم لموضع الطلوع .

النتيجة : بنون مفتوحة ففوقية مكسورة فتحتية ساكنة فجيم .

العزائم : بعين مهملة فزاي مفتوحتين فألف فهمزة مكسورة فميم : الأمور الواجبة . [ ص: 259 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية