سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثاني في تحمله صلى الله عليه وسلم للوفود وإجازتهم ومعنى الوفد وفيه أنواع

الأول : في تحمله صلى الله عليه وسلم للوفود :

عن جندب بن مكيث رضي الله عنه قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليه الوفد لبس أحسن ثيابه وأمر أصحابه بذلك ، فرأيته وقد قدم عليه وفد كندة وعليه حلة يمانية ، وعلى أبي بكر وعمر مثله» رواه محمد بن عمر الأسلمي ، وأبو نعيم في المعرفة ، وأبو الحسن بن الضحاك . وعن عروة بن الزبير رحمه الله تعالى أن «ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يخرج فيه للوفود حضرمي طوله أربعة أذرع وعرضه ذراعان وشبر ، فهو عند الخلفاء قد خلق فطووه بثوب يلبسونه يوم الأضحى والفطر» . رواه ابن سعد .

الثاني : في إجازتهم .

الثالث : في معنى الوفد : قال في الصحاح : «وفد فلان على الأمير ، أي ورد رسولا فهو وافد والجمع وفد مثل صاحب وصحب ، وجمع الوفد أوفاد ووفود ، والاسم الوفادة ، وأوفدته أنا إلى الأمير أي أرسلته» وقال في المصباح : «وفد على القوم وفدا من باب وعد ووفودا فهو وافد وقد يجمع على وفاد ووفد وعلى وفد مثل صاحب وصحب ، وجمع الوفد أوفاد ووفود» . وقال في النهاية : «الوفد القوم يجتمعون ويردون البلاد واحدهم وافد ، وكذلك الذين يقصدون الأمراء لزيارة واسترفاد وانتجاع وغير ذلك تقول وفد يفد فهو وافد وأوفدته فوفد ، وأوفد على الشيء فهو موفد «إذا أشرف» . وقال في المورد : الوفد الجماعة المختارة من القوم ينتقونهم للقاء العظماء .

الرابع : قال الحافظ : «عقد ابن سعد في الترجمة النبوية من الطبقات بابا للوفود وكاد يستوعب ذلك بتخلص حسن ، وكلامه أجمع ما يكون في ذلك . ولم يقع له قصة نافع بن زيد الحميري مع أن ابن سعد ذكر وفد حمير» انتهى كلام الحافظ . قلت : قد ذكرت ما ذكره ابن سعد مع زيادة وفود كثيرة لم تقع له ، ورتبت جميع ذلك على الحروف ليسهل الكشف على من أراد شيئا من ذلك . ولمحمد بن عمر الأسلمي شيخ ابن سعد كتاب الوفود وفيه فوائد لم يلم بها ابن سعد .

الخامس : وفد جماعة قبل سنة تسع . قال في البداية : «فيجب التمييز بين السابق من هؤلاء الوافدين على زمن الفتح ممن يعد وفوده هجرة ، وبين اللاحق لهم بعد الفتح [ممن وعد الله خيرا وحسنى] قال الله سبحانه وتعالى : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى [الحديد 10] . [ ص: 260 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية