سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثاني عشر في قدوم الأشعث بن قيس عليه ، زاده الله فضلا وشرفا لديه .

قال ابن إسحاق : وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الأشعث بن قيس في وفد كندة في ثمانين راكبا من كندة . فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده وقد رجلوا جممهم وتكحلوا عليهم جبب الحبرة ، وقد كففوها بالحرير . فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ألم تسلموا ؟ » قالوا : بلى . قال : «فما بال هذا الحرير في أعناقكم ؟ » قال : فشقوه منها ، فألقوه . ثم قال له الأشعث بن قيس : يا رسول الله ، نحن بنو آكل المرار [وأنت ابن آكل المرار] . فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : «ناسبوا بهذا النسب العباس بن عبد المطلب ، وربيعة بن الحارث» .

وكان العباس وربيعة تاجرين ، وكانا إذا شاعا في بعض العرب فسئلا ممن هما ، قالا : نحن بنو آكل المرار يتعززان بذلك . وذلك أن كندة كانوا ملوكا ثم قال لهم : «لا ، بل نحن بنو النضر بن كنانة [لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا] [فقال الأشعث بن قيس الكندي : «هل فرغتم يا معشر كندة ؟ ] والله لا أسمع رجلا يقولها إلا ضربته ثمانين»
.

قال ابن هشام : الأشعث بن قيس من ولد آكل المرار من قبل أمه ، وآكل المرار : الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارك بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندي ، ويقال كندة . وإنما سمي آكل المرار لأن عمرو بن الهبولة الغساني أغار عليهم . فأكل هو وأصحابه في تلك الغزوة شجرا يقال له المرار .

التالي السابق


الخدمات العلمية