سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثالث والخمسون في وفود بني سلامان إليه صلى الله عليه وسلم

قال محمد بن عمر رحمه الله تعالى : كان مقدمهم في شوال سنة عشر .

وروى ابن سعد عن حبيب بن عمر والسلاماني كان يحدث قال : قدمنا وفد سلامان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن سبعة فصادفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجا من المسجد إلى جنازة دعي إليها فقلنا : السلام عليك يا رسول الله . فقال : «وعليكم من أنتم ؟ » فقلنا : نحن من سلامان قدمنا إليك لنبايعك على الإسلام ونحن على من وراءنا من قومنا . فالتفت إلى ثوبان غلامه فقال : «أنزل هؤلاء الوفد حيث ينزل الوفد» .

فلما صلى الظهر جلس بين المنبر وبيته فتقدمنا إليه فسألناه عن أشياء من أمر الصلاة وشرائع الإسلام وعن الرقى ، وأسلمنا وأعطى كل رجل منا خمس أواقي ورجعنا إلى بلادنا وذلك في شوال سنة عشر
.

وروى أبو نعيم من طريق محمد بن عمر عن شيوخه أن وفد سلامان قدموا في شوال سنة عشر فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كيف البلاد عندكم ؟ » قالوا : مجدبة فادع الله أن يسقينا في موطننا . فقال : «اللهم اسقهم الغيث في دارهم» . فقالوا : يا نبي الله ارفع يديك فإنه أكثر وأطيب ، فتبسم ورفع يديه حتى يرى بياض إبطيه ، ثم رجعوا إلى بلادهم فوجدوها قد مطرت في اليوم الذي دعا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الساعة .

تنبيه : في بيان غريب ما سبق :

سلامان : بفتح السين المهملة وتخفيف اللام .

حبيب : بفتح الحاء المهملة وكسر الموحدة .

اسقهم : يجوز جعله ثلاثيا ورباعيا فعلى الأول توصل الهمزة وعلى الثاني تقطع .

ما أكثر هذا : منصوب على التعجب .

وأطيبه : معطوف عليه .

مطرت : يجوز بناؤه للفاعل والمفعول أيضا . [ ص: 346 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية