سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثاني والثمانون في وفود بني كنانة إليه صلى الله عليه وسلم

روى ابن سعد في الطبقات عن خالد الحذاء عن أبي قلابة ، في رجال آخرين من أهل العلم يزيد بعضهم على بعض فيما ذكروا من وفود العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : وفد واثلة بن الأسقع الليثي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدم المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، يتجهز إلى تبوك فصلى معه الصبح ، فقال له : «ما أنت وما جاء بك وما حاجتك ؟ » فأخبره عن نسبه وقال : أتيتك لأؤمن بالله ورسوله ، قال : «فبايع على ما أحببت وكرهت» ، فبايعه ورجع إلى أهله فأخبرهم ، فقال له أبوه : والله لا أكلمك كلمة أبدا ، وسمعت أخته كلامه فأسلمت وجهزته ، فخرج راجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجده قد صار إلى تبوك ، فقال : من يحملني عقبه وله سهمي ؟ فحمله كعب بن عجرة حتى لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهد معه تبوك ، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع خالد بن الوليد إلى أكيدر ، فغنم فجاء بسهمه إلى كعب بن عجرة ، فأبى أن يقبله وسوغه إياه وقال : إنما حملتك لله .

التالي السابق


الخدمات العلمية