سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الرابع

في حيائه صلى الله عليه وسلم وعدم مواجهته أحدا بشيء يكرهه

روى الشيخان ، وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه» .

وروى الإمام أحمد وأبو داود عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه رجل صفرة فقال : لو أمرتم هذا أن يغسل هذه الصفرة ، وكان لا يكاد يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه» .

ورواه البخاري في الأدب بلفظ : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قل ما يواجه الرجل بشيء يكرهه ، فدخل عليه يوما رجل وعليه أثر صفرة ، فلما قام قال لأصحابه : لو غير ، أو نزع هذه الصفرة .

وروى أبو داود عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن رجل شيئا لم يقل له : قلت كذا وكذا ، قال : «ما بال أقوام يقولون كذا وكذا» .

وروى عبد بن حميد وأبو الشيخ ، عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حييا لا يسأل عن شيء إلا أعطى .

وروى البيهقي عن هند بن أبي هالة رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خافض الطرف ، جل نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء ، جل نظره الملاحظة .

وروى البخاري في الأدب المفرد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه ، فتنزه عنه قوم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب ، فحمد الله تعالى ، ثم قال : «ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه ؟ فوالله إني لأعلمهم بالله تعالى ، وأشدهم له خشية» .

وروي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياء [ ص: 24 ] من العواتق في خدورها» ورواه الإمام أحمد والبيهقي وأبو داود عن أبي سعيد بلفظ : «من العذارى» .

التالي السابق


الخدمات العلمية