سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الخامس

مداراته وصبره على ما يكره صلى الله عليه وسلم

روي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : جاء مخرق بن نوفل يستأذن ، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته قال : «بئس أخو العشيرة» الحديث .

وروى الشيخان ، والإمامان مالك وأحمد ، والترمذي عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رجلا استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ائذنوا له ، بئس أخو العشيرة ، فلما دخل عليه ألان له القول وتطلق في وجهه ، وانبسط إليه ، فلما انطلق الرجل ، قلت : يا رسول الله ، حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا ، فلما دخل ألنت له القول ، وتطلقت في وجهه ، وانبسطت إليه ، فقال صلى الله عليه وسلم : «متى عهدتني فاحشا ؟ ! إن شر الناس عند الله تعالى منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه» وفي رواية : «اتقاء شره» .

وروى ابن الأعرابي عن صفوان بن أمية رضي الله تعالى عنه قال : والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إلي ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي ، وأعطى حكيم بن حزام مائة من الغنم ، وأعطى عيينة بن حصن مائة من الإبل ، وأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل .

وروى ابن عدي ، والحكيم والترمذي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله عز وجل أمرني بمداراة الناس ، كما أمرني بالفرائض» .

وروى ابن سعد عن إسماعيل بن عياش -بالتحتية والشين المعجمة- رحمه الله تعالى قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبر الناس على أقذار الناس .

وروى النسائي ، وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : «كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فإذا قام قمنا ، فقام يوما ، وقمنا معه ، حتى بلغ وسط المسجد فأدركنا رجل ، فجبذ بردائه من ورائه ، وكان رداؤه خشنا ، فحمر رقبته فقال : يا محمد احمل لي على بعيري هذين» الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية