سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهات :

الأول : قال الحافظ ابن عبد الله البجلي : سألت نعيم بن حماد قلت : جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يشبع في يوم من خبز مرتين ، وجاء عنه أنه كان يعد لأهله قوت سنة ، فكيف هذا ؟ قال : كان يعد لأهله قوت سنة ، فتنزل النازلة ، فيقسمه ، فيبقى بلا شيء .

الثاني : قال الحافظ ابن كثير : المراد أنه كان لا يدخر شيئا مما يسرع إليه الفساد كالأطعمة ونحوها؛ لما ثبت في الصحيحين عن عمر رضي الله تعالى عنه قال : كانت أموال بني النضير مما أفاء الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لم يوجف المسلمون عليها بخيل ولا ركاب ، فكان يعزل نفقة أهله سنة ، ثم يجعل ما بقي من الكراع والسلاح عدة في سبيل الله عز وجل .

ومما يؤيد ما قلناه : ما رواه الإمام أحمد ، وأبو يعلى -برجال ثقات- عن أنس قال : أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة طوائر ، فأطعم خادمه طائرا ، فلما كان من الغد أتته به ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألم أنهك أن ترفعي شيئا لغد ؟ فإن الله تعالى يأتي برزق كل غد» .

الثالث : في بيان غريب ما سبق :

الادخار : تقدم الكلام عليه .

ساهم الوجه : بالمهملة : متغيره ، وقد تقدم الكلام عليه .

البخار : بموحدة مضمومة ، فخاء معجمة : النتن في الفم ، وكل رائحة ساطعة بحدة .

الدرع : تقدم الكلام عليه .

الصاع : بصاد فألف فعين مهملتين : خمسة أرطال وثلث أو ثمانية أرطال .

أرصده : بهمزة مفتوحة ، فراء ساكنة ، فصاد مضمومة ، فدال مهملات . [ ص: 90 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية