سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
[ ص: 175 ] الثامن عشر : في كيفية إلقائه صلى الله عليه وسلم نوى التمر .

روى مسلم والترمذي والنسائي عن عبد الله بن بسر رضي الله تعالى عنهما قال : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي ، فقربنا إليه طعاما ورطبا فأكل منهما .

التاسع عشر : في أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن لينفخ في الطعام والشراب ونهيه عن ذلك .

روى الطبراني وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفخ في طعام ولا شراب ولا يتنفس في الإناء .

العشرون : في نهيه صلى الله عليه وسلم عن القران في التمر .

روى الإمام أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرن الرجل بين تمرتين إلا أن يستأذن أصحابه ، قال شعبة : الإذن من قول ابن عمر رضي الله تعالى عنهما .

الحادي والعشرون : في نهيه صلى الله عليه وسلم أن يقام عن الطعام حتى يرفع .

روى ابن ماجه والبيهقي في الشعب ، وقال : أنا أبرأ من عهدته عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقام عن الطعام حتى يرفع .

وروى أيضا بسند ضعيف عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا وضعت المائدة فليأكل الرجل مما يليه ، ولا يأكل مما بين يدي جليسه ولا من ذروة القصعة ، فإنما تأتيه البركة من أعلاها ، ولا يقوم رجل حتى ترفع المائدة ، ولا يرفع يده وإن شبع حتى يفرغ القوم ، وليعذر ، فإن ذلك يخجل جليسه ، فيقبض يده ، وعسى أن تكون له في الطعام حاجة» .

الثاني والعشرون : في عرضه صلى الله عليه وسلم الطعام على نسوة .

وروى ابن ماجه عن أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله تعالى عنهما قالت : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام فقلنا لا نشتهيه ، فقال : «لا تجمعن كذبا وجوعا» .

الثالث والعشرون :

في

قوله صلى الله عليه وسلم لمن تجشأ عنده : «اكفف عنا جشاءك» .

روى الترمذي وابن ماجه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : تجشأ رجل عند [ ص: 176 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : «كف عنا جشاءك ، فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة» .

وروى الطبراني برجال ثقات غير محمد بن خالد الكوفي بنحو رجاله عن أبي جحيفة رضي الله تعالى عنه قال : أكلت ثريدة بلحم سمين فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أتجشأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اكفف عنا جشاءك ، أبا جحيفة فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة» ،

فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا ، وكان إذا تغذى لا يتعشى وإذا تعشى لا يتغذى
.

الرابع والعشرون : في أمره صلى الله عليه وسلم بغمس الذباب الذي يقع في الطعام فيه .

روى البخاري وأبو داود وابن ماجه والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء» .

وروى الطبراني والإمام أحمد والنسائي وأبو يعلى والحاكم والضياء عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليمقله فيه ، فإن في أحد جناحيه سما ، وفي الآخر شفاء ، وإنه يقدم السم ، ويؤخر الشفاء» .

وروى ابن حبان عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليمقله فيه ، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء» .

وروى الإمام أحمد وأبو داود وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ، فإن في أحد جناحيه داء ، وفي الآخر شفاء ، وإنه يبقي بجناحه الذي فيه الداء ، فليغمسه كله ، ثم لينزعه» .

الخامس والعشرون : في أنه لم يكن يذم طعاما .

روى الخمسة والشيخان والحارث بن أبي أسامة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله ، وإلا تركه . [ ص: 177 ]

وروى الحاكم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه .

وروى الترمذي في الشمائل عن هند بن أبي هالة رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يذم ذواقا ولا يمدحه ، أي كان لا يصف الطعام بطيب أو فساد ، إن كان فيه والله أعلم .

السادس والعشرون : في أكله صلى الله عليه وسلم مع المجذوم .

روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن جابر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم فوضعها معه في القصعة وقال : «كل ثقة بالله تعالى ، وتوكلا عليه» .

وروى الإمام أحمد ومسلم والبيهقي عن الشريد بن سويد قال : كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنا قد بايعناك» .

السابع والعشرون : في أكله مع امرأة من غير زوجاته في إناء واحد .

روى البخاري في الأدب عن أم صبية خولة بنت قيس رضي الله تعالى عنها قالت :

اختلفت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد والله أعلم .

الثامن والعشرون : في امتناعه صلى الله عليه وسلم من استعمال الجمع بين أدمين .

روى الطبراني برجال ثقات غير محمد بن عبد الكبير بن شعيب بنحو رجاله عن أنس ابن مالك رضي الله تعالى عنهما قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء أو قعب فيه لبن وعسل فقال :

«أدمان في إناء لا آكله ولا أحرمه»
.

التاسع والعشرون : في أمره صلى الله عليه وسلم بالائتدام .

روى الطبراني برجال ثقات غير عزيز بن سفيان بنحو رجاله عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ائتدموا ولو بالماء» .

التالي السابق


الخدمات العلمية