سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهات

الأول : قال ابن بطال رحمه الله تعالى : استعذاب الماء لا ينافي الزهد ، ولا يدخل في الترفه المذموم ، بخلاف تطييب الماء بالمسك ونحوه ، فقد كرهه مالك رحمه الله تعالى ، لما فيه من السرف ، وأما شرب الماء الحلو وطلبه فمباح ، وليس في شرب الماء الملح فضيلة .

الثاني : الذي اشتهر معرفته من الآبار سبع ، ولذا قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في الإحياء : وكذلك تقصد الآبار التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ منها ، ويغتسل ، ويشرب ، وهي سبع آبار طلبا للشفاء ، وتبركا به صلى الله عليه وسلم .

قال الحافظ العراقي في المغني : وهي بئر أريس ، وبيرحاء ، وبئر رومة ، وبئر غرس ، وبئر بضاعة ، وبئر البصة ، وبئر السقيا ، أو بئر العهن أو بئر جمل ، فجعل السابعة مترددة بين الآبار الثلاثة ، قال السيد رحمه الله تعالى : والمشهور اليوم عند أهل المدينة أن السابعة هي العهن ، ولذا قال أبو اليمن المراغي شعرا :


إذا رمت آبار النبي بطيبة فعدتها سبع مقالا بلا وهن     أريس وغرس بضاعة
كذا بصة قل بيرحاء مع العهن



الثالث : بئر إهاب بهمزة .

قال ابن بطال رحمه الله تعالى : قول البخاري : عثمان اشتراها- قال الحافظ بن حجر [ ص: 231 ]

رحمه الله تعالى : والمشهور في الروايات كما قال ، لكن لا يتعين الوهم لحديث : وكانت لبني عمار عين يقال لها : رومة ،

فقال عليه الصلاة والسلام : «لعينها عين في الجنة» ،

وذكر الحديث ثم قال : وإذا كانت أولا عينا فلا مانع من أن يحفر فيها عثمان رضي الله تعالى عنه بئرا ، ولعل العين كانت تجري إلى بئر فوسعها ، أو طولها ، فنسب حفرها إليه انتهى .

الرابع : قال السيد رحمه الله تعالى : وقال أبو داود عقب روايته لحديث استعذاب الماء من بيوت السقيا : عين بينها وبين المدينة يومان قلت : وما ذكره صحيح إلا أنه غير مراد هنا ، وكأنه لم يطلع على أن بالمدينة بئرا تسمى بذلك ، وقد اغتر به المجد فقال : السقيا قرية جامعة من عمل الفرع ثم أورد حديث أبي داود ، وقول صاحب النهاية : السقيا منزل بين مكة والمدينة قيل على يومين إلخ مردود مع أن المعتمد عندي أن السقيا التي جاء حديث الاستعذاب منها إنما هي سقيا المدينة لوجوده ، فانظرها فيه إن شئت والله أعلم . [ ص: 232 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية