سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهات

الأول : قال الشيخ في شرع السنن : وهذا الحديث أي حديث الكم إلى الرسغ مخصوص بالقميص الذي كان يلبسه في السفر ، وكان يلبس في الحضر قميصا من قطن فوق الكعبين ، وكماه مع الأصابع ، ثم أورد حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما السابق .

الثاني : قال البخاري رحمه الله تعالى في الصحيح : باب جيب القميص عند الصدر وغيره ، فأورد فيه حديث الجبتين في مثل المتصدق والبخيل ، وفيه يقول بإصبعه هكذا في جيبه .

قال الحافظ : الظاهر أنه كان لأنس قميص ، وكان في طوقه فتحة إلى صدره بل استدل به ابن بطال رحمه الله تعالى على أن الجيب في ثياب السلف كان عند الصدر قال ابن بطال رحمه الله تعالى ، وموضع الدلالة منه أن البخيل إذا أراد أن يخرج يده أمسكت في الموضع [ ص: 296 ] الذي ضاق عليها ، وهو الثدي والتراقي ، وذلك في الصدر فقال لأنه لو كان في غيره لم يضطر يداه إلى ثديه وتراقيه .

قال الحافظ رحمه الله تعالى بعد إيراده : وفي حديث قرة بن إياس ما يقتضي أن جيبه كان في صدره لأن في أول الحديث إنه رآه مطلق القميص أي غير مزرور .

التالي السابق


الخدمات العلمية