سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الرابع في دروعه ، ومغفره ، وبيضته ، ومنطقته صلى الله عليه وسلم

كانت دروعه صلى الله عليه وسلم سبعا :

الأولى : السغدية بضم السين المهملة ، وسكون الغين المعجمة : وهي درع داود التي لبسها حين قتل جالوت .

الثانية : فضة .

روى ابن سعد عن مروان بن أبي سعد بن المعلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابها والتي قبلها من سلاح بني قينقاع .

الثالثة : ذات الفضول : بالضاد المعجمة : سميت بذلك لطولها ، أرسل بها إليه سعد بن عبادة حين سار إلى بدر ، وكانت من حديد ، وهي التي رهنها عند أبي الشحم اليهودي على شعير ، وكان ثلاثين صاعا ، وكان الدين إلى سنة .

وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له درع موشحة بنحاس ، تسمى ذات الفضول .

وروى قاسم بن ثابت عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه وأبو الحسن الخلعي عن علي رضي الله تعالى عنه قالا : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم درع يقال له ذات الفضول .

الرابعة : ذات الوشاح .

الخامسة : ذات الحواشي .

السادسة : البتراء سميت بذلك لقصرها .

السابعة : الخرنق .

روى الإمامان الشافعي وأحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه ، عن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر بين درعين يوم أحد .

وروى ابن سعد ، وقاسم بن ثابت في غريبه عن الشعبي قال أخرج إلينا علي بن الحسين درع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت يمانية رقيقة ، ذات ذرافتين ، إذا علقت بذرافتها شمرت ، وإذا أرسلت مست الأرض .

وروى ابن سعد عن محمد بن مسلمة رضي الله تعالى عنه قال : رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعين إحداهما ذات الفضول ، ورأيت عليه يوم حنين درعين : ذات الفضول والسغدية .

[ ص: 369 ] وروى الترمذي عن الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه قال : كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم درعان يوم أحد .

وروى ابن سعد عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : كان درع رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقتان من فضة عند موضع الصدر ، وفي لفظ الصدر ، وحلقتان خلف ظهره من فضة ، قال جعفر : فلبستها فخبطت في الأرض .

وروى أيضا عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن درعه لمرهونة في ثلاثين صاعا ، وفي رواية بستين صاعا من شعير رزقا لعياله .

وروى ابن سعد عن أسماء بنت يزيد قالت : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم توفي ودروعه مرهونة عند رجل من اليهود بوسق من شعير ، وكان له صلى الله عليه وسلم مغفر ، وهو ما يلبسه الدارع على رأسه من الزرد وغيره ، كان له صلى الله عليه وسلم مغفر يقال له : السبوغ أو ذا السبوغ بالسين المهملة ، ثم باء موحدة ، ثم واو وغين معجمة ، وآخر يسمى الموشح وبيضة .

وروى الإمام مالك ، والشيخان ، وابن ماجه ، وأبو الحسن بن الضحاك ، وغيرهم عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح ، وعلى رأسه مغفر من حديد - الحديث وله طرق كثيرة .

وروى الإمامان الشافعي وأحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه عن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر بين درعين يوم أحد ، وكان له صلى الله عليه وسلم منطقة ، وهي التي يشد بها الوسط من أديم منشور ، فيها ثلاث حلق من فضة ، والإبزيم الذي في رأس المنطقة من فضة ، والطرف من فضة ، ذكر ذلك الحافظ الدمياطي .

[ ص: 370 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية