سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السادس في ألويته ، وراياته ، وفسطاطه ، وقبته صلى الله عليه وسلم

كان له صلى الله عليه وسلم لواء أبيض مكتوب عليه «لا إله إلا الله محمد رسول الله » وآخر أسود ، وآخر أغبر ، وكان له صلى الله عليه وسلم راية سوداء ربعة من صوف ، لونها لون النمرة ، وتسمى العقاب ، وأخرى صفراء كما في سنن أبي داود عن سماك بن حرب عن رجل من قومه عن آخر منهم .

وروى الإمام أحمد ، والترمذي بسند جيد والطبراني - برجال الصحيح - غير حبان بن عبيد الله عن بريدة وابن عباس ، وابن عدي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم قالوا : كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ، ولواؤه أبيض ، زاد أبو هريرة وابن عباس - كما عند الطبراني - مكتوب فيه «لا إله إلا الله محمد رسول الله » ، رواه أبو الشيخ عن ابن عباس .

وروى الترمذي وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه عن جابر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة ، ولواؤه أبيض .

وروى ابن عدي وأبو الحسن بن الضحاك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ، ولواؤه أبيض ، مكتوب فيه «لا إله إلا الله محمد رسول الله » ورواه ابن عدي عن أبي هريرة أيضا .

وروى مسدد عن عون قال : حدثني شيخ أحسبه من بكر بن وائل قال : أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم شقة خميصة سوداء ذات يوم فعقدها على رمح ، ثم هزها فقال : «من يأخذها بحقها » ، فهابها المسلمون من أجل الشرط ، فقام إليه رجل فقال : أنا آخذها بحقها ، فما حقها ؟ قال : «تقاتل مقدما ولا تغرب بها من كافر » .

وروى الطبراني - برجال ثقات - غير شريك النخعي ، وثق وضعف ، عن جابر رضي الله تعالى عنه أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء .

وروى أيضا برجال ثقات - غير محمد بن الليث الهداري فيجر رجاله - عن مزيدة العبدي رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد رايات الأنصار ، فجعلهن صفرا .

وروى أيضا عن يزيد بن أسامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد راية لبني سليم حمراء .

وروى الإمام أحمد ، برجال الصحيح ، غير عثمان بن زفر الشامي ، وهو ثقة ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تكون مع علي بن أبي طالب ، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة ، وكان إذا استحر القتال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكون تحت راية الأنصار .

وروى البخاري عن الحارث بن حسان قال : دخلت المسجد فإذا هو غاص بالناس ، [ ص: 372 ] وإذا رايته سوداء ، قلت : ما شأن الناس اليوم ؟ قالوا : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يبعث عمرو بن العاص .

وروى البخاري عن نافع بن جبير قال : سمعت العباس يقول للزبير : يقول : ها هنا أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية .

وروى أبو داود والترمذي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء مربعة لون نمرة .

وروى أبو داود عن سماك عن رجل من قومه عن آخر منهم قال : رأيت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم صفراء .

وروى أبو الحسن بن الضحاك عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى قال : كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مرط أسود مرحل كان لعائشة رضي الله تعالى عنها ، وراية الأنصار يقال لها العقاب .

وروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن الحارث بن حسان قال : قدمت المدينة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر ، وبلال بين يديه ، متقلدا سيفا ، وإذا راية سوداء فقلت : ما هذا ؟ قالوا : هذا عمرو بن العاص ، قدم من غزاة .

وروى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تكون مع علي بن أبي طالب ، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة ، وكان إذا استحر القتال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكون تحت راية الأنصار .

وروى أبو داود - وحسنه - عن يونس بن عبيد الله - مولى محمد بن القاسم - قال : بعثني محمد بن القاسم إلى البراء عن عازب لأسأله عن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانت ؟ فقال : كانت سوداء مربعة .

وروى البخاري عن عون بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم .

وروى أبو سعيد بن الأعرابي عن أبي جحيفة رضي الله تعالى عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة حمراء مربعة .

وروى النسائي عن صفوان بن معلى عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال : ليس أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه ، فبينما نحن بالجعرانة والنبي صلى الله عليه وسلم في قبة فأتاه الوحي ، فأشار إلي عمران ، فقال : فأدخلت رأسي في القبة .

وروى ابن أبي شيبة عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه أن النبي أمر بقبة من شعر - الحديث .

[ ص: 373 ] وروى الحاكم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في قبة من أدم حمراء في نحو من أربعين رجلا فقال : «إنه مفتوح لكم ، وإنكم منصورون وممضيون ، فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف وينه عن المنكر ، وليصل رحمه ، ومثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل البعير يتردى ، فهو يمد بذنبه » .

وروى مسدد وابن أبي شيبة وابن حبان عن أبي جحيفة رضي الله تعالى عنه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عامر في الأبطح في قبة له حمراء فقال : «ممن أنتم ؟ » فقلنا من بني عامر ، فقال : «مرحبا بكم أنتم مني » .

التالي السابق


الخدمات العلمية