سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثاني : فيما حمده من صفاتها .

وروى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي عن أبي وهب الجشمي رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عليكم بكل كميت أغر محجل ، أو أشقر أغر محجل أو أدهم أغر محجل » .

وروى الإمام أحمد برجال ثقات عن أبي وهب الكلاعي رحمه الله تعالى أنه سئل لم فضل الأشقر ؟ قال : لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فكان أول من جاء بالفتح صاحب الأشقر .

وروى أبو داود والترمذي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا أردت أن تغزو فاشتر فرسا أغر محجلا مطلق اليمين ، فإنك تسلم وتغنم » .

وروى الإمام أحمد والترمذي وصححه وابن ماجه والحاكم وصححه عن علي بن رباح عن أبي قتادة رضي الله تعالى عنه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخيل فقال : «أحسنها الأدهم الأقرح الأرثم المحجل ثلاثا ، مطلق اليمين أو كميت على هذا الشبه » ، وفي لفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم ، ثم الأقرح المحجل ، طلق اليمين ، فإن لم يكن أدهم فكميت » .

وروى محمد بن عمر الأسلمي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « خير الخيل الشقر والأقارح أغر محجل ثلاثا طلق اليمين » .

وروى سليمان بن بنين النحوي المصري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق تبوك ، وقد قل الماء ، فبعث الخيل في كل وجه يطلبون الماء فكان أول من طلع بالماء صاحب فرس أشقر ، والثاني صاحب أشقر ، وكذلك الثالث ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللهم بارك في الشقر » .

وروى الخطابي وأبو عبيدة ، وأبو الحسن بن الضحاك عن عطاء رحمه الله تعالى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « خير الخيل الحو » .

[ ص: 390 ] وروى ابن عرفة من طريق الواقدي عن نافع بن جبير رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اليمن في الخيل في كل أحوى أحم » .

وروى أبو عبيدة عن الشعبي مرسلا ، وفي لفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « التمسوا الحوائج على الفرس الكميت الأرثم المحجل الثلاث ، المطلق اليد اليمنى » .

الثالث : فيما كرهه من صفاتها .

وروى مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل ، والشكال أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض . وفي يده اليسرى ، أو في يده اليمنى ، وفي رجله اليسرى ، قال أبو داود أي مخالف ، رواه النسائي وقال : والشكال من الخيل أن يكون ثلاث قوائم محجلة ، وواحدة مطلقة ، أو تكون الثلاث مطلقة ، وواحدة محجلة ، وليس يكون الشكال إلا في الرجل ، ولا يكون في اليد .

وروى الإمام أحمد بسند جيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إياكم والخيل المنفلة ، فإنها إن تلق العدو تفر ، وإن تغنم تغلل » .

وروى الحافظ أبو الحسن الهيثمي ، وكأنه صلى الله عليه وسلم أراد بالخيل أصحاب الخيل ، والله تعالى أعلم .

الرابع : في آداب متفرقة .

روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمي الأنثى من الخيل فرسا .

روى الإمام أحمد والنسائي عن علي رضي الله تعالى عنه قال : أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة فركبها فقال : «لو حملت الحمير على الخيل لكانت لنا مثل هذه » ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون » .

روى أبو داود في مراسيله عن مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أكرموا الخيل وجللوها » .

[ ص: 391 ] وروى الحسن بن عرفة عن مجاهد قال : أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضرب وجه فرسه ولعنه ، فقال : «هذه متع معك لتمسنك النار إلا أن تقاتل عليه في سبيل الله » ، فجعل الرجل يقاتل عليه ، ويحمل عليه إلى أن كبر وضعف .

وروى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن خصاء الخيل والبهائم .

وروى أبو علي بن شاذان عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خصاء الخيل .

وروى البزار برجال الصحيح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : نهى عن صبر الروح وعن خصاء البهائم ، نهيا شديدا .

وروى أبو عبدة عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خصاء الخيل ، والإبل ، والغنم .

وروى الإمام أحمد والطبراني برجال ثقات عن دحية رضي الله تعالى عنه قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أحمل لك حمارا على فرس ؟ قال : «إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون » .

وروى الطبراني بسند ضعيف عن أسامة ، وابن منده عن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنهما قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي الدحداح فلما رجع من الجنازة أتي بفرس ، وفي لفظ ، حصان معرور ، وفي لفظ عري ، فعقله رجل ، فركبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يتوقص ، فأقبل نتابعه ، وفي رواية ونحو نتبعه ، نسعى خلفه .

وروى الشيخان والنسائي في اليوم والليلة عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس قلبا ، يخرج وقد فزع أهل المدينة ، فركب فرسا لأبي طلحة عريا ثم رجع ، وهو يقول : «لم تراعوا لم تراعوا » ثم قال «إني وجدته بحرا » .

التالي السابق


الخدمات العلمية