سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
النوع الثاني : في ركائبه صلى الله عليه وسلم .

روى ابن سعد عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال : كان القصواء من نعم بني الحريش ابتاعها أبو بكر بأربعمائة ، وكانت عنده حتى نفقت ، وهي التي هاجر عليها ، وكانت حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة رباعية ، وكان اسمها القصواء والجدعاء والعضباء .

وروى أيضا عن ابن المسيب قال : كان اسمها العضباء ، وكان في طرف أذنها جدع وكانت تسبق كلما وقعت في سباق .

وروى الإمام أحمد ، والبخاري ، وأبو داود ، والنسائي وابن سعد عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى العضباء ، لا تسبق ، فقدم أعرابي على قعود له فسبقها ، فسبقت ، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «حق على الله تعالى أن لا يرفع شيئا في الدنيا إلا وضعه » ، ورواه الدارقطني ولفظه قال : سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فسبقه ، وكأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدوا في أنفسهم من ذلك ، فقيل له في ذلك ، فقال : «حق على الله تعالى أن لا يرفع شيء نفسه في الدنيا إلا وضعه » ، ورواه أيضا عن أبي هريرة ، لكنه قال : القصواء وفي رواية العضباء .

وروى ابن سعد نحوه عن سعيد بن المسيب وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الناس إذا [ ص: 409 ] رفعوا شيئا أو أرادوا رفع شيء وضعه الله تعالى » .

وروى ابن سعد عن قدامة بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يرمي على ناقة صهباء .

وروى أبو الحسن بن الضحاك عن أبي كاهل رضي الله تعالى عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بالناس يوم عيد على ناقة مخضرمة ورقاء ، وحبشي يمسك بخطامها ، قال وكيع : مخضرمة يقول : مقطوع طرف أذنها .

وروى أيضا عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو يخطب الناس على ناقته الجدعاء في حجة الوداع .

وروى ابن عبدوس : وكانت العضباء شهباء .

التالي السابق


الخدمات العلمية