سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
«تنبيه»

وروى الإمام أحمد عن رجل من الصحابة : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «نهى أن يغتسل الرجل بفضل وضوء المرأة ، والمرأة بفضل وضوء الرجل» .

الخامس : في وضوئه- صلى الله عليه وسلم- بما يقع فيه تمرات إن صح الخبر :

روى الترمذي عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- [ ص: 7 ] ليلة الجن : «ما في إداوتك أو ركوتك» ؟ قلت : نبيذ ، قال : «تمرة طيبة وماء طهور ، فتوضأ منه» ، ورواه أبو داود ولم يذكر : فتوضأ منه .

السادس : في وضوئه من ماء زمزم :

روى عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائده في رواية المسند عن علي - رضي الله تعالى عنه : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أتى في حجة الوداع بسجل من ماء زمزم فشرب منه وتوضأ .

السابع : في وضوئه- صلى الله عليه وسلم- بفضل سواكه :

روى البزار بسند ضعيف عن أنس - رضي الله تعالى عنه- : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يتوضأ بفضل سواكه» .

الثامن : فيما يحمل الخبث من الماء :

روى الإمام الشافعي ، وأحمد والأربعة وابن خزيمة وأبو داود والنسائي والحاكم وقال :

على شرط البخاري ومسلم وصححه الخطابي ، والطحاوي والبيهقي ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله تعالى عنهما- قال : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : وهو يسأل عن الماء يكون في الفلاة من الأرض وما ينوبه من الدواب والسباع فقال : «إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث» .

وفي لفظ لابن ماجه «لم ينجسه شيء» .

ولأبي داود «ولم ينجس» .

ورو اه ابن عدي بلفظ : «إذا بلغ الماء قلتين بقلال هجر لم ينجسه شيء» وليس في إسناده سوى المغيرة بن صقلاب بكسر الصاد المهملة . وفي رواية الشافعي قال ابن جريج :

وقد رأيت قلال هجر ، فالقلة تسع قربتين أو قربتين وشيئا . [ ص: 8 ]

التاسع : في الماء المشمس والمسخن .

روى الدارقطني من طريق خالد بن إسماعيل المخزومي- وهو متروك- عن عائشة - رضي الله تعالى عنهما- قالت : دخلت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقد سخنت ماء في الشمس ، فقال : «لا تفعلي يا حميراء؛ فإنه يورث البرص» .

وروى أيضا من طريق عمرو بن محمد وقال : - منكر الحديث- عنها قالت : «نهى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يتوضأ بالمشمس أو يغتسل به ، وقال : «إنه يورث البرص» .

وروى أيضا وصححه المحب الطبري عن عمر - رضي الله تعالى عنه- قال : «لا تغتسلوا بالماء المشمس؛ فإنه يورث البرص» ، قال صاحب الغرام : وأنى له بالصحة مع الجهل باتصاله إلى عمر ؛ فإن حسان بن أزهر راويه عنه ، وإنه ذكره ابن حبان في الثقات؛ فقد قال الحافظ أبو الحجاج المزي ، كما نقله عند الزركشي : إنه يجهل ، وإنه لم يدرك عمر .

وروى أيضا وصححه عن أسلم رحمه الله تعالى ، مولى عمر بن الخطاب ، أن عمر كان يسخن له الماء في قمقم ويغتسل به . [ ص: 9 ]

العاشر : في الماء المستعمل ونية الاغتراف :

روى الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب» ، فقيل : كيف يفعل يا أبا هريرة ؟ قال : يتناوله تناولا .

وروى الشيخان عن جابر - رضي الله تعالى عنه- قال : جاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعودني وأنا مريض ، لا أعقل ، فتوضأ ، وصب وضوءه علي .

التالي السابق


الخدمات العلمية