سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الرابع : فيما كان يستتر به :

روى الإمام أحمد ومسلم وأبو داود عن عبد الله بن جعفر- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان أحب ما استتر به رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لحاجته هدف أو حائش نخل . يعني حائط نخل» .

وروى أبو داود والنسائي وابن حبان عند عبد الرحمن بن حسنة رضي الله تعالى عنه- (وفي رواية الأولين عن عبد الرحمن عن أبي موسى ) قال : «انطلقنا أنا وعمرو بن العاص إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فخرج ومعه درقة ، ثم استتر بها ثم بال» .

وروى الإمام أحمد وسنده جيد عن يعلى ابن سيابة- بسين مهملة مكسورة وتخفيف التحتية ، وهي أمه ، واسم أبيه مرة بن وهب- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كنت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في مسيرة له ، فأراد أن يقضي حاجته فأمر ودبتين فانضمت (إحداهما ) إلى الأخرى- ثم أمرهما فرجعتا إلى منابتهما» .

وروى ابن ماجه عنه أيضا : عن أبيه قال : كنت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في سفر فأراد أن يقضي حاجته فقال : «ائت تلك الإشاءتين ، فقل لهما : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يأمركما أن تجتمعا» ، فاجتمعتا ، فاستتر بهما فقضى حاجته ، ثم قال : «ائتهما فقل لهما : لترجع كل واحدة منكما إلى مكانها» ، فقلت لهما فرجعتا .

الخامس : فيما كان يقوله إذا أراد قضاء الحاجة وأراد به عند الجلوس :

روى الجماعة عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاء قال : «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث» .

وروى الطبراني في الأوسط عن جابر ، والترمذي وأبو داود عن أنس وابن عمر - رضي الله [ ص: 13 ] تعالى عنهم- قالوا : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أراد قضاء الحاجة ، لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض» .

التالي السابق


الخدمات العلمية