سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
العاشر : في استنجائه بشماله ودلكها بالأرض وما كان يستنجي به ، ورشه فرجه بعد وضوئه بالماء ، وغير ذلك مما يذكر :

روى الإمام أحمد وأبو داود عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «كانت يد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- اليمنى لطهوره وطعامه ، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى» .

وروى الإمام أحمد وأبو داود عن حفصة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يجعل يمينه لطعامه وشرابه وأخذه وعطائه ، ويجعل شماله لما سوى ذلك» .

وروى الطبراني عن عقبة بن عامر- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا استجمر استجمر وترا» .

وروى الإمام أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال :

«كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا خرج لحاجته تبعته أنا وغلام معنا إداوة من ماء» . يعني يستنجي به .

وفي رواية «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام إداوة من ماء وعنزة يستنجي بالماء» .

وروى أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أتى الخلاء ، أتيته بماء في تور وركوة ، فاستنجى ثم مسح يده بالأرض ، ثم أتيته بإناء آخر فتوضأ» .

وروى النسائي وابن ماجه عن جرير - رضي الله تعالى عنه- قال : «كنت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأتى الخلاء فقضى حاجته ، ثم قال : يا جرير هات طهورا ، فأتيته بالماء فاستنجى ، وقال بيده فدلك بها الأرض» . [ ص: 17 ]

وروى النسائي عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما استنجى دلك بيده الأرض» .

وروى الإمام أحمد وابن ماجه عن رجل من ثقيف - رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم «إذا بال توضأ ونضح فرجه» .

[وروى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم عن الحكم بن سفيان ، أو سفيان بن الحكم- رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «إذا بال توضأ وتنضح» ] .

وفي رواية : «إذا توضأ أخذ جفنة من ماء ، فقال بها هكذا نضح به فرجه» .

وروى الشيخان والترمذي والنسائي والحاكم والدارقطني عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- قال : أتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجد ، فأخذت روثة فأتيته بها ، فأخذ الحجرين وألقى الروثة ، وقال : «إنها ركس» .

زاد الحاكم بعد قوله : وألقى الروثة : «وائتني بحجر» .

وفي لفظ للدارقطني «ائتني بغيرها» .

وروى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : «اتبعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقد خرج لحاجته ، وكان لا يلتفت ، فدنوت منه ، فقال : «ابغني أحجارا أستنفض بها أو نحوه ، ولا تأتني بعظم ولا روث ، فأتيته بأحجار بطرف ثيابي ، فوضعتها إلى جنبه ، وأعرضت عنه ، فلما قضى حاجته أتبعه بهن» .

وروى النسائي والترمذي - وقال : حسن صحيح ، عن معاذة- رحمها الله تعالى- أن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : مروا أزواجكن أن يستطيبوا بالماء؛ فإني أستحييهم ، فإن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يفعله» . [ ص: 18 ]

وروى ابن ماجه عنها قالت : «ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خرج من غائط قط إلا مس ماء» وفي رواية : «كان يغسل مقعدته ثلاثا» .

الحادي عشر : فيما كان يقوله ويفعله إذا فرغ من قضاء الحاجة :

روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي - وحسنه- وابن ماجه عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من الغائط قال : «غفرانك» .

وروى ابن ماجه عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال : «الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني» .

الثاني عشر : في تركه- صلى الله عليه وسلم- رد سلام من سلم عليه وهو يقضي حاجته :

روى الطيالسي عن حنظلة بن الراهب- رضي الله تعالى عنه- «أن رجلا سلم على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلم يرد عليه حتى مسح ورد عليه» .

وروى الإمام الشافعي ومسلم والأربعة عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- أن رجلا مر برسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه» .

وروى ابن ماجه عن جابر - رضي الله تعالى عنه- أن رجلا مر على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يبول فسلم عليه ، فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم «إذا رأيتني على مثل هذه الحالة فلا تسلم علي ، فإنك إن فعلت ذلك لم أرد عليك» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، والبيهقي ، عن المهاجر بن قنفذ- رضي الله [ ص: 19 ] تعالى عنه- أنه أتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يبول فسلم عليه ، فلم يرد عليه حتى توضأ ، ثم اعتذر إليه ، فقال : «إني كرهت أن أذكر الله تعالى إلا على طهر» أو قال : «على طهارة» .

التالي السابق


الخدمات العلمية