سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الخامس في آدابه- صلى الله عليه وسلم- في وضوئه

وفيه أنواع :

الأول : في الآنية التي توضأ منها ، أو تنزه عنها .

روى أبو يعلى والطبراني بسند حسن عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : كنت أمشي مع النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال : «يا بني ادع لي من هذه الدار بوضوء» ، فقلت : رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يطلب وضوءا ، فقالوا : «أخبره أن دلونا جلد ميتة» قال : «سلهم هل دبغوه» ؟ قالوا : نعم ، قال «[فإن] دباغه طهوره» .

وروى الشيخان ، وأبو داود ، والحاكم ، وقال : على شرط الصحيحين ، وأقره الذهبي عن عبد الله بن زيد- رضي الله تعالى عنه- قال : «أتانا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأخرجنا ماء في تور من صفر» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، عن سلمة بن المحبق - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مر ببيت بفنائه قربة معلقة؛ فاستسقى ، فقيل : إنها ميتة؛ فقال : «ذكاة الأديم دباغه» .

وروى الطبراني عن معاذ- رضي الله تعالى عنه- «أنه كان يوضئ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في قدح مضبب بنحاس ويسقيه فيه» .

وروى مسدد عن أبي جعفر- رحمه الله تعالى قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعجبه الإناء النظيف . [ ص: 34 ]

وروى الطبراني عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- أنها دفعت لأم كلثوم بنت عبد الله بن زمعة مخضبا من صفر وقالت : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يغتسل فيه وكان نحوا من صاع أو أقل .

وروى الطبراني - بسند ضعيف- عن أبي الدرداء- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- توضأ من إناء على نهر ، فلما فرغ أفرغ فضله في النهر» .

وروى الإمام أحمد عن زينب بنت جحش - رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «كان يتوضأ في مخضب من صفر» .

ورواه ابن سعد بلفظ : «قالت : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعجبه أن يتوضأ في مخضب لي من صفر» .

وروي عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- توضأ في تور» .

وروى ابن مخلد عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان له كوز يتوضأ منه» .

أبو داود عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : كنت أغتسل أنا ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- في تور من شبه .

وروى البخاري عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : حضرت الصلاة ، فقام من كان قريب الدار إلى أهله ، وبقي قوم ، فأتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بمخضب من حجارة ، فيه ماء ، فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه ، فتوضأ القوم كلهم «قلنا : كم كنتم ؟ قال : ثمانين وزيادة» .

وروى الشيخان ، والضياء في «الأحكام» عن عمران بن حصين- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه : توضئوا من مزادة امرأة مشركة» . [ ص: 35 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية