سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثامن عشر : في صفة وضوئه- صلى الله عليه وسلم .

روى الإمام أحمد ، والشيخان ، وأبو داود والنسائي ، والدارقطني عن حمران- رحمه الله تعالى- أن عثمان- رضي الله تعالى عنه- «دعا بإناء ، فأفرغ على كفيه ثلاث مرار . فغسلهما ، ثم أدخل يمينه في الإناء ، فمضمض واستنشق ، ثم غسل وجهه ثلاثا ، ويديه إلى المرفقين ثلاثا ، حتى مسح العضدين ، ثم مسح برأسه» .

زاد الدارقطني «ثم أمر على أذنيه ظاهرهما وباطنهما ، ثم خلل أصابعه وخلل لحيته» انتهى . ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاثا ، ثم قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «توضأ نحو وضوئي» ثم قال : «قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه»
.

وروى مسلم عن عثمان- رضي الله تعالى عنه- أنه توضأ بالمقاعد فقال : «ألا أريكم وضوء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم توضأ ثلاثا ثلاثا» .

وروى أيضا عن أبي مليكة- رحمه الله تعالى- قال : «رأيت عثمان- رضي الله تعالى عنه- يسأل عن الوضوء ، فدعا بماء ، فأتي بميضأة ، فأضفى على يده اليمنى ثم أدخلها في الماء فمضمض ثلاثا واستنثر ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا ، ثم غسل يده اليمنى ثلاثا ، ثم غسل يده اليسرى ثلاثا ، ثم أدخل يده فأخذ ماء فمسح برأسه وأذنيه فغسل بطونهما وظهورهما مرة مرة ، ثم رجليه ثم قال : أين السائل عن الوضوء ؟ هكذا رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- توضأ» .

وروى الجماعة عن عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري- رضي الله تعالى عنه- «أنه قيل له : توضأ لنا وضوء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فدعا بإناء ، فأكفأ منه على يديه فغسلهما ثلاثا ، ثم أدخل يده فاستخرجها فمضمض واستنشق من كف واحدة ، فعل ذلك ثلاثا ، ثم أدخل يده فاستخرجها فغسل وجهه ثلاثا ، ثم أدخل يده فاستخرجها فغسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين» . [ ص: 44 ]

وفي رواية أحمد ، ومسلم : «ثلاثا ، ثم أدخل يده فاستخرجها ، فمسح برأسه ، فأقبل بيديه وأدبر ، ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه» .

وفي رواية عند الدارقطني «مسح برأسه مرتين» زاد أبو داود «ومسح أذنيه ظاهرهما وباطنهما وأدخل إصبعيه في صماخي أذنيه ، انتهى» .

وفي رواية : «بدأ بمقدم رأسه» ولفظ أحمد ومسلم : ومسح برأسه ، زاد في رواية : بماء غير فضل يديه ثم غسل رجليه إلى الكعبين مرتين مرتين ، زاد أحمد ومسلم : «حتى أنقى رجليه» . ثم قال : «هكذا كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يفعل» .

وروى الإمام أحمد ، والثلاثة ، والدارقطني ، عن علي - رضي الله تعالى عنه- «أنه دعا بماء فأتي به ، فأفرغ من الإناء على يمينه ، فغسل يديه ثلاثا ثم تمضمض ، واستنثر ثلاثا ، ثم أدخل يديه في الإناء جميعا ، فأخذ بهما حفنة من ماء فغسل يده اليمنى ثلاثا ، وغسل يده اليسرى ثلاثا ، ثم جعل يده في الإناء فمسح برأسه مرة واحدة» ، زاد الإمام أحمد «ثم ألقم إبهاميه ما أقبل من أذنيه ، ثم الثانية ، والثالثة مثل ذلك ، ثم أخذ بيده اليمنى قبضة ماء ، فصبها على ناصيته ، فتركها تسيل على وجهه فمسح مقدمه ومؤخره وظهور أذنيه» .

ولفظ الدارقطني «ثم أدخل يده اليمنى في الإناء ثم غمرها الماء ثم رفعها ما حملت من الماء ، ثم مسح بها يده اليسرى ، ثم رأسه بيديه كلتيهما ، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثا ، ورجله اليسرى ثلاثا كلاهما في النعل ، ثم قال : «من سره أن يعلم وضوء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فهو هذا»
.

وروى البزار من طريق محمد بن حجر ، عن وائل بن حجر قال : «شهدت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأتي بإناء فيه ماء ، فألقى على يمينه ثلاثا ، ثم أدخل يمينه في الماء ، فغسل بها يساره ثلاثا ، ثم أدخل يمينه في الماء فحفن بها حفنة من الماء فمضمض واستنشق ثلاثا ، واستنثر ثلاثا ، ثم أدخل كفيه في الإناء ، فرفعهما إلى وجهه ، فغسل وجهه ثلاثا ، وغسل باطن أذنيه ، وأدخل إصبعيه في باطنهما ومسح ظاهر رقبته وباطن لحيته ثلاثا ، ثم أدخل يمينه في الإناء ، فغسل بها ذراعه اليمنى حتى جاوز المرفق ثلاثا ، ثم غسل يساره بيمينه حتى جاوز المرفق ثلاثا ، ثم مسح على رأسه ثلاثا ، وظاهر أذنيه ، وظاهر رقبته ، وأظنه قال : وظاهر لحيته ثلاثا ، ثم غسل [ ص: 45 ] بيمينه قدمه اليمنى ثلاثا ، وفصل بين أصابعه ورفع الماء حتى جاوز الكعب ، ثم رفعه إلى الساق ، ثم فعل باليسرى مثل ذلك ، ثم أخذ حفنة من ماء فملأ منها يده ، ثم وضعها على رأسه حتى انحدر الماء من جوانبه ، وقال : «هذا تمام الوضوء» ، ولم أره تنشف بثوب . الحديث» .

التالي السابق


الخدمات العلمية