سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السادس في مسحه- صلى الله عليه وسلم- على الخف والجبائر

وفيه أنواع :

الأول : في أن النبي- صلى الله عليه وسلم- «مسح على الخفين خلافا للمبتدعة» .

روى الأئمة مالك ، والشافعي ، وأحمد ، والبخاري ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين» .

وروى الإمام أحمد ، عن سلمان- رضي الله تعالى عنه- قال : رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «يمسح على خفيه وعلى خماره» .

وروى الأئمة الشافعي ، وأحمد ، والترمذي ، والنسائي ، عن بلال- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «مسح على الخفين والخمار» .

وروى الحاكم- وقال : على شرطهما ، وأقره الذهبي - عنه قال : «دخلت الأسواق مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فذهب لحاجته ، قال : فجاء فناولته ماء فتوضأ ، ثم ذهب ليخرج ذراعيه من جبته فلم يقدر ، فأخرجهما من تحت الجبة فتوضأ ، ومسح على الخفين» .

وروى الإمام أحمد ، والبزار- بسند جيد- عن ثوبان- رضي الله تعالى عنه- قال : «رأيت النبي- صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على الخفين ، وعلى الخمار ، وعلى العمامة» .

وروى الدارقطني ، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «ما زال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يمسح منذ أنزل عليه المائدة ، حتى لحق بالله عز وجل» .

وروى الطبراني - بسند حسن- عن ربيعة بن كعب الأسلمي- رضي الله تعالى عنه .

قال جرير بن عبد الله- رضي الله تعالى عنه- قال : «قدمت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد نزول المائدة ، فرأيته يمسح على الخفين» .

وروى الجماعة عنه قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بال ثم توضأ ومسح على الخفين» زاد الترمذي في رواية : فقيل له : قبل المائدة أو بعد المائدة ؟ فقال : ما أسلمت إلا بعد المائدة . [ ص: 55 ]

قال الأعمش : قال إبراهيم : «وكان أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعجبهم هذا الحديث؛ لأن إسلام جرير كان بعد المائدة» .

وروى الشيخان عن المغيرة بن شعبة - رضي الله تعالى عنه- قال : «كنت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في سفر فأهويت لأنزع خفيه ، فقال : «دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين» ، فمسح عليهما .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي - وقال : حسن صحيح- وابن ماجه عنه «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على الخفين والنعلين» .

وقال أبو داود : «كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث هذا الحديث» ؛ لأن المعروف عن المغيرة «أن النبي- صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه عن ابن بريدة- رضي الله تعالى عنه- «أن النجاشي أهدى لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- خفين أسودين ساذجين ، فلبسهما . ثم توضأ ، ومسح عليهما» .

وروى أبو داود - وقال : ليس إسناده بمتصل- عن أبي موسى الأشعري- رضي الله تعالى عنه- قال : «مسح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على الجوربين» .

وروى أيضا عن أوس بن أبي أوس- قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على نعليه ، وقدميه» .

وروى الإمام أحمد والبخاري عن عمرو بن أمية الضمري : قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مسح على عمامته وعلى خفيه» . [ ص: 56 ]

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، عن المغيرة قال : مسح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على الخفين ، فقلت : يا رسول الله نسيت . فقال : «بل أنت نسيت ، بهذا أمرني ربي عز وجل» .

وروى مسلم عنه ، أنه غزا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- غزوة تبوك ، قال : فتبرز رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قبل الحائط ، فحملت معه إداوة قبل الفجر ، فلما رجع أخذت أهريق على يديه من الإداوة ، فغسل يديه ووجهه وعليه جبة من صوف [فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة ، فغسل ذراعيه ومسح برأسه ، ثم أهويت لأنزع خفيه] ، فقال :

«دعهما ، فإني أدخلتهما طاهرتين»
، فمسح عليهما . الحديث .

والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا ، وفيما ذكر كفاية .

التالي السابق


الخدمات العلمية