سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثامن في غسله- صلى الله عليه وسلم-

وفيه أنواع :

الأول : في صفة غسله- صلى الله عليه وسلم :

روى الأئمة عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يغتسل من الجنابة ، دعا بشيء نحو الحلاب فيغسل يديه ثلاثا ، يصب الإناء على يديه قبل أن يدخلهما في الإناء ، ثم يأخذ بيمينه ، ثم يصب على شماله ، فيغسل بها فرجه حتى ينقيه ، ثم يهوي بها إلى الحائط يدلكها به ، ثم غسلها غسلا حسنا ، ثم يتمضمض ثلاثا ويستنشق ثلاثا ، ويغسل وجهه ثلاثا ، وذراعيه ثلاثا ، ثم يصب على رأسه ثلاثا ، ثم يغسل ، فإذا فرغ غسل قدميه ، ثم يدخل يده في الإناء فيخلل شعره ، حتى إذا رأى أنه قد أصاب البشرة أو أنقى البشرة أفرغ على رأسه ثلاثا ، فإذا فضل فضلة صبها عليه» .

وفي رواية عند الإمام الشافعي ، والشيخان ، وأبي داود ، والترمذي : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا اغتسل من الجنابة وبدأ غسل يديه ، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ، ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول الشعر ، ثم يصب على رأسه ثلاث غرفات بيديه ، ثم يعيد الماء على جلده كله حتى ظن أنه قد روى بشرته . أفاض عليه الماء» .

وروى الإمام أحمد والشيخان وأبو داود وابن ماجه ، والترمذي ، والدارقطني عن ميمونة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «وضعت لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- ماء يغسل به» .

وفي رواية : غسلا فسترته بثوب ، فصب على يديه فغسلهما مرتين أو ثلاثا .

وفي رواية : فأكفأ الإناء بشماله على يمينه فغسل كفيه ثلاثا ، ثم أفرغ بيمينه على شماله فغسل مذاكيره ، ثم دلك يده بالأرض دلكا شديدا .

وفي رواية : فغسل وجهه وضرب بيده الأرض فمسحها ثم غسلها . [ ص: 61 ]

وفي رواية : الحائط ، ثم مضمض واستنشق ، ثم غسل وجهه ويده ثم غسل رأسه ثلاثا ، فتوضأ وضوءه للصلاة .

وفي رواية : غير رجليه ، وغسل فرجه وما أصابه ثلاثا من الأذى ، ثم أفاض عليه ثم على رجليه فغسلهما .

وفي رواية : ثم أفرغ على جسده ، ثم تنحى من مقامه فغسل قدميه؛ فناولته خرقة ، فقال بيده هكذا ، ولم يردها فجعل ينفض بيده .

وروى الإمام أحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، والنسائي ، عن جبير بن مطعم- رضي الله تعالى عنه- وقال : تماروا ، وفي رواية : تذاكروا غسل الجنابة عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال بعض القوم : أما أنا فإني أغسل رأسي كذا وكذا ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «أما أنا فأفيض على رأسي ثلاثة أكف ، ثم أفيض [بعد] على سائر جسدي» .

وروى أبو داود عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يغتسل من الجنابة بدأ بكفيه فغسلهما ، ثم غسل مرافغه ، وأفاض عليه الماء ، فإذا أنقاهما أهوى بهما إلى الحائط ، ثم يستقبل الوضوء ويفيض الماء على رأسه» .

التالي السابق


الخدمات العلمية