سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثاني : في غسله الواحد للمرات من الجماع :

روى الإمام أحمد ، ومسلم ، والأربعة ، عن قتادة ، عن أنس - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يطوف على نسائه بغسل واحد» .

ورواه مسلم ، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها .

وروى البخاري عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار ، وهن إحدى عشرة امرأة- كذا قال هشام الدستوائي ، وقال سعيد بن أبي عروبة ، وله يومئذ تسع- قلت لأنس : فكان يطيقه ؟ قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين» . [ ص: 62 ]

وروى مسلم عن جابر - رضي الله تعالى عنه- عن أم كلثوم بنت أبي بكر- رحمها الله تعالى- عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «أن رجلا سأل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل ، وعائشة جالسة ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «إني لأفعل ذلك ، أنا وهذه ثم نغتسل» ، وهذا من رواية الصحابة عن التابعين عن الصحابة؛ لأن جابرا صحابي ، وأم كلثوم بنت أبي بكر من التابعين ، ولدت بعد أبيها .

وروى الدارقطني عن الزهري قال : سألت عروة عن الذي يجامع ولا ينزل فقال : لم يزل الناس يأخذون بالآخر من أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- . حدثتني عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك ولا يغتسل ، وذلك قبل فتح مكة ، ثم اغتسل بعد ذلك وأمر الناس بالغسل .

التالي السابق


الخدمات العلمية