سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيهات

الأول : روى ابن أبي شيبة برجال ثقات عن المقدام بن شريح عن أبيه أنه سأل عائشة - رضي الله تعالى عنها- «أكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي على الحصير؛ فإني سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في كتاب الله عز وجل : وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا [الإسراء : 8] فقالت : لا؛ لم يكن يصلي عليه» .

الثاني : قال الحافظ العراقي في حقيقة الخمرة واشتقاقها .

فقال أبو عبيدة : هي بضم الخاء سجادة من سعف النخل على قدر ما يسجد عليه المصلي ، سميت بذلك؛ لأن خيوطها مستورة بسعفها ، فإن عظم بحيث يكفي لجسده كله في صلاة أو اضطجاع فهو حصير ، وليس بخمرة . [ ص: 105 ]

قال الجوهري : الخمرة بالضم سجادة صغيرة ، تعمل من سعف النخل تضفر بالسيور ، وهي قدر ما يوضع عليه الوجه ، والأنف ، فإن كبرت عن ذلك فهي حصير ، وسميت خمرة لسترها الوجه والكفين من الأرض وحدها .

وقال صاحب النهاية : هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو نسجة خوص ونحوه من النبات ، ولا تكون خمرة إلا في هذا المقدار ، قال : وجاء في سنن أبي داود عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- قال : جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة ، فجاءت بها ، فألقتها بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على الخمرة التي كان قاعدا عليها ، فأحرقت منها مثل موضع الدرهم .

قال : هذا صريح في إطلاق الخمرة على الكبير من نوعها . [ ص: 106 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية