سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثاني : في منعه- صلى الله عليه وسلم- المار بين يديه ودعائه عليه .

روى ابن أبي شيبة ، والإمام أحمد ، وأبو داود عن عبد الله بن عمرو- رضي الله تعالى عنهما- قال : «هبطنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من ثنية أذاخر ، فحضرت الصلاة ، فصلى إلى [ ص: 107 ] جدار ، فاتخذه قبلة ونحن خلفه ، فجاءت بهيمة تمر بين يديه ، فما زال يدارئها حتى لصق بطنه بالجدار ومرت من ورائه» .

وروى ابن ماجه ، وأبو داود ، وأحمد بن منيع وعبد بن حميد ، وابن حبان عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصلي يوما ، فذهب جدي ، وفي لفظ : شاة تمر بين يديه ، فبادره رسول الله- صلى الله عليه وسلم- القبلة» .

ورواه الطبراني بلفظ : فساعاها حتى ألزق بطنه بالحائط .

وروى الطبراني عن أنس - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بادر أن تمر هرة بين يديه في الصلاة» .

وروى ابن ماجه عن أم سلمة زوج النبي- صلى الله عليه وسلم- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي في حجرتها ، فمر بين يديه عبد الله أو عمر بن أبي سلمة ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بيده هكذا ، فرجع ، فمرت زينب بنت أبي سلمة ، فقال بيده هكذا فمضت ، فلما صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : هن أغلب» .

وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن زيد ، وأبي بشير الأنصاري- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى بهم ذات يوم ، وامرأة بالبطحاء ، فأشار إليها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن تأخري ، حتى صلى ، ثم مرت» .

وروى الإمام أحمد برجال موثقين ، عن عبد الله بن عمرو- رضي الله تعالى عنهما- قال :

بينا نحن مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بأعلى الوادي ، نريد أن نصلي قد قام وقمنا ، إذ خرج علينا حمار من شعب أبي دب شعب أبي موسى ، فأمسك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلم يكبر وأجرى إليه يعقوب بن زمعة حتى رده
.

وروى الطبراني عن جابر بن سمرة - رضي الله تعالى عنه- قال : صلينا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلاة مكتوبة ، فضم يده في الصلاة ، فلما قضى الصلاة ، قلنا : يا رسول الله [ ص: 108 ] أحدث في الصلاة شيء ؟ قال : لا ، إلا أن الشيطان أراد أن يمر بين يدي فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي ، وايم الله لولا سبقني إليه أخي سليمان لنيط إلى سارية من سواري المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة » .

وروى أبو داود عن سعيد بن غزوان عن أبيه أنه نزل بتبوك وهو حاج ، فإذا رجل مقعد ، فسأله عن أمره فقال : «سأحدثك حديثا فلا تحدث به ما سمعت أني حي ، إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- نزل تبوك إلى نخلة ، فقال : هذه قبلتنا ، ثم صلى إليها ، فأقبلت وأنا غلام أسعى حتى مررت بينه وبينها ، فقال : قطع صلاتنا قطع الله أثره ، فما قمت عليها إلى يومي هذا» .

وروي أيضا عن يزيد بن غزوان قال : «رأيت رجلا بتبوك فقال : مررت بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأنا على حمار وهو يصلي فقال : اللهم اقطع أثره ، فما مشيت عليها بعد» .

التالي السابق


الخدمات العلمية