سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الرابع : في صلاته- صلى الله عليه وسلم- إلى غير سترة ومرور الكلب والحمار بين يديه ، ومرور الناس بين يديه .

روى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، والبيهقي عن المطلب بن أبي وداعة- رضي الله تعالى عنه- «أنه رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مما يلي باب بني سهم ، والناس يمرون بين يديه وليس بينهما سترة» .

وروى الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى في فضاء ليس بين يديه شيء» .

وروى الدارقطني عن أنس - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى بالناس ، فمر بين أيديهم حمار ، فقال عياش بن أبي ربيعة : سبحان الله! سبحان الله! فلما سلم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : من المسبح آنفا سبحان الله ، قال : أنا يا رسول الله؛ إني سمعت أن الحمار يقطع الصلاة ، قال : «لا يقطع الصلاة شيء» . [ ص: 111 ]

وروى أبو يعلى برجال الصحيح عن ابن عباس ، قال : «جئت ، أنا وغلام من بني هاشم على حمار ، فمررنا بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي فنزلنا عنه ، وتركنا الحمار يأكل من بقل الأرض أو قال : يأكل نبات الأرض ، فدخلنا معه في الصلاة ، فقال رجل : أكان بين يديه عنزة ؟ قال : لا» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، والدارقطني عن الفضل بن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «زارنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في بادية لنا ولنا كلبة وحمارة ترعى ، فصلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- العصر وهما بين يديه في صحراء ليس بين يديه سترة ، وفي لفظ : لنا حمارة وكلبة تعبثان بين يديه ، فما بالى ذلك ولم ينصرف ، وفي رواية : لم تزجرا ولم تؤخرا» .

التالي السابق


الخدمات العلمية