سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثاني : في دعاء الافتتاح .

روى الإمام أحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، والدارقطني عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا كبر في الصلاة سكت قبل أن يقرأ ، فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ قال :

«أقول : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والبرد»
.

وروى الطيالسي ، وأبو داود برجال ثقات عنه قال : «ثلاث كان يعمل بها نبي الله- صلى الله عليه وسلم- تركهن الناس : كان إذا قام في الصلاة رفع يديه مدا ، وكان يقف قبل القراءة هنيهة يسأل الله من فضله ، وكان يكبر كلما رفع رأسه وكلما ركع وكلما سجد» .

وروى الإمامان الشافعي وأحمد ، ومسلم ، والثلاثة ، والدارقطني عن علي ، والنسائي عن محمد بن مسلمة ، والطبراني عن أبي رافع- رضي الله تعالى عنهم- : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام إلى الصلاة- زاد جابر ومحمد- كبر ، ومحمد بن مسلمة ، وقال : وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا» ، - زاد الدارقطني عن علي - «مسلما وما أنا من المشركين» ، - ثم اتفقوا- «إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت» ، قال جابر : «وأنا أول المسلمين» ، - وقالا : «وأنا من المسلمين» ، - زاد علي- «اللهم أنت الملك الحق لا إله إلا أنت» ، - زاد أبو رافع- «سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك» ، - زاد أبو رافع- «لا شريك لك ، ظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي ، فاغفر لي ذنوبي جميعا؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» ، - ثم اتفقوا- «اللهم اهدني لأحسن الأخلاق» ، - زاد جابر ومحمد- «وأحسن الأعمال ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت» ، - قال علي : «واصرف عني سيئها» ، - وقالا : «وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق ، لا يقي» ، - وقال : «لا يصرف سيئها [ ص: 116 ] إلا أنت» ، - زاد علي وأبو رافع- «لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك» ، - زاد الإمام الشافعي - «الهدى من هديت» ، ثم اتفقوا- «فإنا بك وإليك» ، - زاد الشافعي وأبو رافع- «لا منجى منك إلا إليك ، تباركت وتعاليت ، أستغفرك وأتوب إليك» .

وروى أبو داود ، والترمذي ، والدارقطني عن عائشة ، والطبراني عن واثلة بن الأسقع ، والطبراني برجال ثقات عن أنس ، والإمام أحمد عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنهم- قالوا : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا افتتح الصلاة قال : «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ، الله أكبر كبيرا» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود وابن ماجه ، والحاكم وصححه وأقره الذهبي ، عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه- رضي الله تعالى عنه- أنه رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي صلاة ، فقال : وفي رواية : كان إذا افتتح الصلاة قال : «الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ثلاثا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا» .

وروى الإمام أحمد عن أبي أمامة- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا قام للصلاة كبر ثلاثا ، ثم قال : «لا إله إلا الله ثلاث مرات ، وسبحان الله وبحمده ثلاث مرات» .

وروى الطبراني برجال موثقين عن حذيفة - رضي الله تعالى عنه- قال : «أتيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فتوضأ وقام فصلى ، فأتيته فقمت عن يساره ، فأقامني عن يمينه ، فقال : «سبحان الله ذي الملك والملكوت والكبرياء والعظمة» .

وروى الترمذي ، وأبو داود ، والحاكم وصححه ، وأقره الذهبي ، عن عائشة قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا افتتح الصلاة قال : «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ، ولا إله غيرك» . [ ص: 117 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية