سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الخامس عشر : في صفة ركوعه ، ومقداره .

وروى الدارمي ، وأبو داود عن أبي حميد الساعدي- رضي الله تعالى عنه قال : «كان [ ص: 136 ] رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ، فذكر الحديث إلى أن قال : يكبر ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ، ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه ، ثم يعتدل ، فلا يصوب رأسه ولا يقنع» .

وروى أبو داود عن زيد بن أسلم ، قال : «سمعت أنس بن مالك- رضي الله عنه- يقول :

ما صليت وراء أحد بعد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أشبه صلاة بصلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من هذا الفتى- يعني عمر بن عبد العزيز- قال : فحزرنا ركوعه عشر تسبيحات وسجوده عشر تسبيحات»
.

وروى الشيخان عن البراء- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان ركوع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وسجوده ، وجلوسه بين السجدتين وإذا رفع من الركوع ، ما خلا القيام والقعود قريبا من السواء» .

وروى مسلم ، وابن ماجه عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا ركع لم يشخص رأسه ، ولم يصوبه ولكن بين ذلك» .

وروى الإمام أحمد عن علي - رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا ركع لو وضع قدح من ماء على ظهره لم يهرق .

وروى ابن ماجه عن وابصة بن معبد- رضي الله تعالى عنه- قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي ، فكان إذا ركع سوى ظهره ، حتى لو صب عليه الماء لاستقر .

وروى الطبراني عن أنس ، وروى ابن ماجه عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت :

«كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يركع فيضع يديه على ركبتيه ويجافي بعضديه» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود والنسائي عن سالم البراد- رحمه الله تعالى- قال : «أتينا أبا مسعود البدري- رضي الله تعالى عنه- فقلت : حدثنا عن صلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقام بين [ ص: 137 ] أيدينا فكبر ، فلما ركع وضع راحتيه على ركبتيه ، وجعل أصابعه أسفل من ذلك ، وفرج بينهما ، وجافى بين مرفقيه حتى استوى كل شيء منه» .

وروى الطبراني بسند حسن عن وائل بن حجر- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا ركع فرج بين أصابعه ، وإذا سجد ضم أصابعه» .

وروى الشيخان من طريق عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة ، وإذا كبر لركوع ، وإذا رفع رأسه من الركوع قال :

«سمع الله لمن حمده ، ربنا لك الحمد» ، وإذا قام من الركعتين رفع يديه ، وكان لا يفعل ذلك حين يسجد ، ولا حين يرفع من السجود
.

وروى الشيخان عن مالك بن الحويرث- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى كبر ، ورفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه» .

وروى أبو داود ، والإمام أحمد ، والترمذي - وقال : حسن صحيح- وابن ماجه عن علي بن أبي طالب- رضي الله تعالى عنه- «أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ، ورفع يديه حذو منكبيه ، ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته وأراد أن يركع ، ويصنعه إذا رفع من الركوع ، ولا يرفع يديه في شيء من صلاته وهو قاعد ، وإذا قام من السجدتين رفع يديه وكبر» .

التالي السابق


الخدمات العلمية