سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
السابع عشر : في اعتداله من الركوع وما كان يقوله فيه- صلى الله عليه وسلم .

وروى الشيخان عن ثابت- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان أنس- رضي الله تعالى عنه- ينعت لنا صلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، فكان يصلي ، وإذا رفع رأسه من الكروع قام حتى يقول القائل قد نسي» .

وروى مسلم وابن ماجه عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان [ ص: 139 ] رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما» .

وروى الإمام أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه عن عبد الله بن أبي أوفى . وروى الإمام أحمد ، ومسلم ، والنسائي عن ابن عباس ، وابن ماجه عن أبي جحيفة والطبراني بسند جيد عن زيد- رضي الله تعالى عنهم- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع رأسه من الركوع قال : «سمع الله لمن حمده ، اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد» . زاد عبد الله : «اللهم طهرني» ، وفي لفظ : «برد قلبي بالثلج والبرد والماء البارد ، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس» ، زاد الباقون : «أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد» .

وروى ابن أبي شيبة ، وأحمد بن منيع ، وأبو يعلى ، والطبراني في الدعاء ، وابن ماجه عن أبي جحيفة قال : «ذكرت الجدود عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو في الصلاة ، فقال : رجل : جد فلان في الخيل ، وقال آخر : جد فلان في الإبل ، وقال آخر : جد فلان في الغنم ، وقال آخر : جد فلان في الرقيق ، فلما قضى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلاته ورفع رأسه من آخر ركعة ، فقال : «اللهم ربنا لك الحمد ، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» يمد بها صوته ، ولفظ ابن ماجه : وطول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالجد ليعلموا أنه ليس كما يقولون» .

التالي السابق


الخدمات العلمية