سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثامن عشر : في قنوته- وفيه ثلاثة أنواع .

الأول : في قنوته في الصبح .

روى الإمام أحمد ، والدارقطني بسند جيد عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : «ما زال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا» .

وروي أيضا عنه قال : «قنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، - وأحسبه- ورابع حتى فارقهم» . [ ص: 140 ]

وروي أيضا عن أبي الطفيل عن علي ، وعمار- رضي الله تعالى عنهم- قال : «قام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقنت ، وروي حتى فارق الدنيا» .

وروى البزار برجال موثقون عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : «قنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى مات ، وأبو بكر حتى مات ، وعمر حتى مات» .

وروى محمد بن نصر في كتاب قيام الليل عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقنت في صلاة الصبح وفي وتر الليل بهؤلاء الكلمات ، «اللهم اهدني فيمن هديت» .

وروى الحاكم وصححه ، وتعقب عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الثانية في صلاة الصبح ، يرفع يديه يدعو بهذا الدعاء : «اللهم اهدني فيمن هديت» إلى آخره .

الثاني : في قنوته في الوتر في النصف الأخير من رمضان ومطلقا .

روى ابن ماجه عن أبي بن كعب- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يوتر فيقنت قبل الركوع» .

وروى الإمام أحمد عن الحسن بن علي - رضي الله تعالى عنه- قال : «علمني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كلمات أقولهن في قنوت الوتر : اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت» زاد ابن ماجه : «سبحانك ربنا» ثم اتفقوا : «تباركت وتعاليت» .

وروى الطيالسي ، واللفظ له ، والأربعة دون قوله : لا أحصي ، عن علي - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول في الوتر : «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي نعمتك ولا ثناء عليك ، إنك كما أثنيت على نفسك» . [ ص: 141 ]

وروى الطبراني - وقال : لم يروه عن علقمة إلا أبو حفص عمر ، فيحرر رجاله- .

عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت» .

الثالث : في قنوته- صلى الله عليه وسلم-[في الصلوات المكتوبة] .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قنت شهرا متتابعا ، في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة إذا قال : «سمع الله لمن حمده» من الركعة الأخيرة ، يدعو على أحياء من سليم على رعل وذكوان وعصية ، ونؤمن خلفه» .

وروى الطبراني برجال موثقين عن البراء- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان لا يصلي صلاة مكتوبة إلا قنت فيها» .

وروى الشيخان ، وأبو داود ، والنسائي عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : «بعث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سبعين رجلا يقال لهم «القراء» ، فذكر الحديث في قتل الكفار لهم قال :

«فدعا عليهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شهرا في صلاة الغداة ، وذلك بدء القنوت ، وما كنا نقنت .

قيل لأنس : بعد الركوع أو عند فراغ القراءة ؟

وفي أخرى : قنت شهرا يدعو على أحياء من العرب
.

وفي أخرى : قنت شهرا بعد الركوع في صلاة الصبح يدعو على رعل وذكوان ويقول :

«عصية عصيت الله ورسوله»
.

وروى الشيخان عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول : «اللهم العن فلانا وفلانا» بعد ما يقول : «سمع [ ص: 142 ] الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد» ، فأنزل عليه ليس لك من الأمر شيء [آل عمران 128] إلى قوله فإنهم ظالمون .

وروى البخاري عن أنس ومسلم عن البراء بن عازب- رضي الله تعالى عنهما «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقنت في الفجر والمغرب» .

التالي السابق


الخدمات العلمية