سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الثالث والعشرون : فيما كان- صلى الله عليه وسلم- يقول في سجوده .

روى الإمام أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، والدارقطني عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول في سجوده : «سبوح قدوس رب الملائكة والروح» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه عن عقبة بن عامر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد قال : «سبحان ربي الأعلى وبحمده» ثلاثا .

وروى الإمام أحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، والنسائي وابن ماجه ، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يكثر أن يقول : «سبحانك الله وبحمدك ، اللهم اغفر لي وارحمني» يتأول القرآن» .

وروى الدارقطني ، وابن ماجه عن علي ، والإمام الشافعي عن أبي هريرة ، والنسائي عن جابر ، والنسائي عن محمد بن مسلمة- رضي الله تعالى عنهم- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا سجد قال : «اللهم لك سجدت ولك آمنت ولك أسلمت ، أنت ربي ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين» .

وروى مسلم ، وأبو داود عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول في سجوده : «اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره ، سره وعلانيته» .

وروى الطيالسي عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : فقدت النبي- صلى الله عليه وسلم- من مضجعه ليلة فظننت أنه أتى بعض نسائه ، فانتبهت وهو ساجد فسمعته يقول : «سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، سبقت رحمة ربنا غضبه» .

وروى الإمامان : مالك ، وأحمد ، والثلاثة ، وأبو يعلى وغالب اللفظ له عنها ، قالت : «كانت ليلتي من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فانسل فظننت أنه انسل إلى بعض نسائه ، فخرجت فالتمسته ، فوقعت يدي على بطن قدميه وهما منصوبتان ، فإذا أنا به ساجد كالثوب الطريح [ ص: 147 ] فسمعته يقول : «سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت ، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت ، سجد لك سوادي وخيالي ، وآمن بك فؤادي ، رب هذه يدي ، وما جنيت على نفسي ، يا عظيما يرجى لكل عظيم ، فاغفر لي الذنب العظيم» فقلت : بأبي أنت وأمي ، إني لفي شأن وأنت في شأن ، فرفع رأسه فقال : «ما أخرجك ؟ » قالت : ظنا ظننته ، قال : «إن بعض الظن إثم ، فاستغفري الله» ، زاد أبو يعلى ، «إن جبريل أتاني فأمرني أن أقول هذه الكلمات التي سمعت ، فقوليها في سجودك ، فإنه من قالها ، لم يرفع رأسه حتى يغفر ، أظنه قال : له» .

وفي رواية عند الإمام أحمد برجال ثقات عنها ، وذكرت نحو ما تقدم ، قالت : فلمسته بعدها فوقعت عليه وهو ساجد ، وهو يقول : «رب أعط نفسي تقواها ، أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها» .

وروى البزار ورجاله ثقات عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول في سجوده إذا سجد : «سجد لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي ، أبوء بنعمتك علي ، هذه يداي وما جنيت على نفسي» .

التالي السابق


الخدمات العلمية