سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثالث عشر في صلاته في الفرض قاعدا لعذر وإيمائه في النفل إن صح الخبر

روى أبو يعلى بسند ضعيف عن أنس - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى على الأرض في المكتوبة قاعدا ، وقعد في التسبيح في الأرض ، فأومأ إيماء» .

وروى الأئمة ، والدارقطني عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : «سقط رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن فرس فحجش شقه الأيمن ، فدخلنا عليه نعوده ، فحضرت الصلاة فصلى بنا قاعدا فصلينا وراءه قعودا» .

ولفظ أحمد : فصلى بهم قاعدا وأشار إليهم أن اقعدوا ، فلما سلم ، قال : «إنما جعل الإمام ليؤتم به» الحديث .

وروى البخاري عنه «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سقط عن فرسه فجحشت ساقه أو كتفه ، فأتاه أصحابه يعودونه ، فصلى بهم جالسا» .

وروى الإمام أحمد عنه «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- انفكت قدمه ، فقعد في مشربة له درجها من جذوع النخل ، فأتاه أصحابه يعودون ، فصلى بهم قاعدا» .

وروى الإمام أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، والدارقطني ، عن جابر - رضي الله تعالى عنه- قال : «ركب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فرسا من المدينة فصرعه على جذع نخلة ، فانفكت قدمه ، فأتيناه نعوده ، فوجدناه في مشربة لعائشة ، فسبح جالسا ، فقمنا خلفه ، فأشار إلينا فقعدنا ، فلما قضى الصلاة قال : «إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا ، وإذا صلى الإمام قائما فصلوا قياما ، ولا تفعلوا كما فعل أهل فارس بعظمائها» .

وروى الأئمة ، والنسائي ، والدارقطني ، عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في بيته جالسا وراءه قوم قياما ، أشار إليهم أن اجلسوا ، فلما انصرف قال : [ ص: 167 ] «إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا ركع فاركعوا ، وإذا رفع فارفعوا ، وإذا صلى جالسا؛ فصلوا جلوسا» .

وهذا الحديث له طرق وروايات كثيرة يأتي ذكر كثير منها في باب فضل أبي بكر الصديق وفي الوفاة النبوية .

التالي السابق


الخدمات العلمية