سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الرابع عشر في أذكاره ودعواته بعد صلواته من غير تعيين صلاة- صلى الله عليه وسلم-

روى الإمام أحمد ، ومسلم ، والأربعة ، عن ثوبان- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا سلم استغفر الله ثلاثا ، ويقول : «اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام» .

قيل للأوزاعي : كيف الاستغفار ؟ قال : يقول : «أستغفر الله» .

وروى الإمام أحمد ومسلم والنسائي ، وأبو داود ، عن عبد الله بن الزبير- رضي الله تعالى عنهما- أنه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم : «لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله [لا إله إلا الله] ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة ، وله الفضل ، وله الثناء الحسن الجميل ، لا إله إلا الله ، مخلصين له الدين ، ولو كره الكافرون» . قال : «وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يهلل بهن ، دبر كل صلاة» .

وفي رواية عنه قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا سلم من صلاته يقول : زاد الإمام الشافعي : بصوته الأعلى وذكر الحديث» .

وروى الإمام أحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، والنسائي ، والطبراني برجال الصحيح ، عن المغيرة بن شعبة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة : «لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» .

وروى أبو يعلى وابن حبان عن كعب الأحبار- رحمه الله تعالى- «أنه حلف بالله الذي فلق البحر لموسى عليه السلام إنا نجد في التوراة ، أن داود النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهؤلاء الكلمات عند انصرافه من الصلاة ، اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي ، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبعفوك من نقمتك ، وأعوذ بك منك ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» . [ ص: 169 ]

قال كعب : وحدثني صهيب : إن محمدا- صلى الله عليه وسلم- كان يقولهن عند انصرافه من الصلاة .

وروى النسائي والترمذي عن أبي بكرة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دبر الصلاة : «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر» .

وروى ابن أبي شيبة ، والنسائي في عمل اليوم والليلة عن رجل من الأنصار- رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في دبر الصلاة يقول : «اللهم اغفر لي وتب علي ، إنك أنت التواب الغفور» ، مائة مرة .

وروى الطبراني برجال الصحيح عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا سلم من صلاته قال : «اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام» .

وروى البزار بسند جيد عن جابر بن عبد الله - رضي الله تعالى عنه- والبزار والطبراني بسند حسن عن ابن عباس ، والطبراني عن معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنهم- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا انصرف من الصلاة ، قال : «لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد» ، زاد جابر والطبراني عن ابن عباس . «يحيي ويميت» ، زاد البزار عن ابن عباس : «بيده الخير» ، ثم اتفقوا : «وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» .

وروى الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال : كنا نعرف انصراف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين» .

وروى الطبراني بسند جيد ، والنسائي غير قولها : دبر كل صلاة عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول في دبر كل صلاة : «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل أعذني من حر النار ومن عذاب القبر» . [ ص: 170 ]

وروى البزار والطبراني من طريق زيد العمي ، وبقية رجاله ثقات ، عن أنس - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى وفرغ من صلاته مسح بيمينه على رأسه» .

وفي لفظ : «على جبهته» ، وقال : «باسم الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ، اللهم أذهب عني الهم والحزن» .

وفي لفظ : «الغم والحزن» .

وروى البزار وأبو يعلى بسند ضعيف عنه قال : «ما صلى بنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلاة مكتوبة قط ، إلا قال حين أقبل علينا بوجهه : «اللهم إني أعوذ بك من كل عمل يخزيني ، وأعوذ بك من كل صاحب يرديني ، وأعوذ بك من كل أمل يلهيني ، وأعوذ بك من كل فقر ينسيني ، وأعوذ بك من كل غنى يطغيني» .

وروى أبو يعلى برجال ثقات ، إلا أبا هارون عن أبي هارون قال : قلنا لأبي سعيد : هل حفظت عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شيئا كان يقوله بعد ما يسلم ؟ قال : نعم ، قال : كان يقول : «سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين» .

وروى الطبراني بسند ضعيف ، عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : كان مقامي بين كتفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فكان إذا سلم قال : «اللهم اجعل خير عمري آخره ، اللهم اجعل خواتيم عملي رضوانك ، اللهم اجعل خير أيامي يوم لقائك» .

وروى الطبراني بسند جيد عن أبي أيوب - رضي الله تعالى عنه- قال : ما صليت خلف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا سمعته يقول : حين ينصرف : «اللهم اغفر لي خطاياي وذنوبي كلها ، وأجرني ، واهدني لصالح الأعمال والأخلاق لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت» .

ورواه عن أبي أمامة أيضا برجال ثقات .

وروى البزار برجال ثقات عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- قال «ما صليت وراء نبيكم- صلى الله عليه وسلم- إلا سمعته يقول حين ينصرف : «اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي ، اللهم اهدني لصالح الأعمال والأخلاق؛ إنه لا يهدي لصالحها إلا أنت ، ولا يصرف سيئها إلا أنت» . [ ص: 171 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية