سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
تنبيه :

قال ابن القيم في الهدي : وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة أو المأمومين فلم يكن من هديه- صلى الله عليه وسلم- أصلا ، ولا روي عنه بإسناد صحيح ولا حسن ، وأما تخصيص ذلك بصلاتي الفجر والعصر ، فلم يفعله النبي- صلى الله عليه وسلم- ولا الخلفاء بعده ، ولا أرشد إليه أمته ، وإنما هو استحسان رآه من رآه عوضا عن السنة .

قال : وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة ، إنما فعلها فيها ، وأمر بها فيها ، قال : وهذا هو اللائق بحال المصلي؛ فإنه مقبل على ربه مناجيه [ما دام في الصلاة] ، فإذا سلم منها ، انقطعت [تلك المناجاة] ، وزال ذلك الموقف بين يديه والقرب منه ، فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه ، وهو مقبل عليه ، ثم يسأله إذا انصرف عنه .

[قال] الحافظ : وما ادعاه من النفي مطلقا مردود .

فقد ثبت عن معاذ ، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال له : «يا معاذ ، والله إني لأحبك ، فلا تدع دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك» .

ورواه أبو داود والنسائي [وصححه ابن حبان والحاكم ، وحديث أبي بكرة في قول : «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر . وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يدعو بهن دبر كل صلاة . أخرجه أحمد والترمذي والنسائي ، وصححه الحاكم .

وحديث سعد الآتي في «باب التعوذ من البخل» قريبا ، فإن في بعض طرقه المطلوب] ، وذكر حديث زيد بن أرقم السابق ، وما بعده ، ثم قال : فإن قيل : المراد بدبر كل صلاة قرب آخرها ، وهو التشهد . قلنا : قد ورد الأمر بالذكر دبر الصلاة ، والمراد به بعد السلام إجماعا ، فكذا هذا حتى يثبت ما يخالفه

وقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة ، قيل : يا رسول الله ، أي الدعاء أسمع ؟ قال : «جوف الليل الأخير ، ودبر الصلوات المكتوبات» . وقال : حسن .

وأخرج الطبري عن جعفر بن محمد الصادق قال : الدعاء بعد المكتوبة أفضل من الدعاء بعد النافلة كفضل المكتوبة على النافلة . [ ص: 172 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية