سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الخامس في سجوده- صلى الله عليه وسلم- للشكر وصلاته ركعتين لذلك

روى الإمام وأبو داود عن أبي بكرة- رضي الله تعالى عنه- «أنه شهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أتاه بشير يبشره بظفر جند له على عدوهم ، ورأسه في حجر عائشة فقام فخر ساجدا ، ثم أنشأ يسأل البشير وأخبره بما أخبره أنه ولي [أمرهم امرأة ، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- :

«الآن هلكت الرجال إذا أطاعت النساء» . ثلاثا ]
. ورواه الإمام أحمد وأبو داود ، والترمذي وابن ماجه ولفظهما : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا أتاه أمر يسر به خر ساجدا شكرا لله تعالى» .

وروى ابن ماجه عن أنس- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بشر بحاجة فخر ساجدا» .

وروى البيهقي بسند صحيح عن البراء بن عازب- رضي الله تعالى عنهما- أن عليا- رضي الله تعالى عنه- لما وجهه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن وأسلمت همدان جميعا كتب إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بإسلامهم فلما قرأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الكتاب خر ساجدا وقال :

«السلام على همدان ، السلام على همدان» . مرتين .


وروى ابن ماجه عن عبد الله بن أبي أوفى- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم بشر برأس أبي جهل صلى ركعتين» .

وروى أبو داود عن سعد بن أبي وقاص قال : خرجنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم-[من مكة نريد المدينة ، فلما كنا قريبا من عزورا نزل ثم رفع يديه ، فدعا الله ساعة ثم خر ساجدا ، فمكث طويلا ، ثم قام فرفع يديه ، فدعا الله ساعة ، ثم خر ساجدا ، فمكث طويلا ثم قام فرفع يديه ساعة ، ثم خر ساجدا ، ذكره أحمد ثلاثا . قال : إني سألت ربي وشفعت لأمتي فأعطاني ثلث أمتي ، فخررت ساجدا شكرا لربي ، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني ثلث أمتي ، فخررت [ ص: 206 ] ساجدا شكرا لربي ، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي ، فأعطاني الثلث الآخر ، فخررت ساجدا لربي] .

وروى الدارقطني بسند ضعيف عن ابن جعفر رضوان الله عليه وعلى آبائه «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا من النغاشين فخر ساجدا» .

النغاش- بنون فغين فشين معجمتين بينهما ألف القصير-

ورواه ابن أبي شيبة عنه مرسلا بلفظ قال : مر على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رجل قصير فسجد سجدة الشكر وقال : «الحمد لله الذي لم يجعلني مثل هذا» .

وروى الطبراني عن عرفجة- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أبصر رجلا زمانة فسجد ، ورواه أيضا من حديث ابن عمر» .

وروى الطبراني من طريق يوسف بن محمد بن المنكدر عن جابر- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى رجلا متغير الخلق ، سجد ، وإذا رأى قردا سجد ، وإذا قام من مقامه سجد فيه» .

وروى الإمام أحمد برجال ثقات عن عبد الرحمن بن عوف- رضي الله تعالى عنه- قال : خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فتوجه نحو مشربته فدخل فاستقبل القبلة فخر ساجدا فأطال السجود حتى ظننت أن الله تعالى قد قبض نفسه فيها ، فدنوت منه فرفع رأسه فقال : «من هذا ؟ » قلت : عبد الرحمن ، قال : «ما شأنك ؟ » قلت : يا رسول الله ، سجدت سجدة خشيت أن الله تعالى قد قبض نفسك فيها ، قال : «إن جبريل- صلى الله عليه وسلم- أتاني فبشرني فقال : إن الله تبارك وتعالى يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه ، فسجدت لله شكرا» .

وفي هذا المعنى أحاديث تأتي- إن شاء الله تعالى- في أبواب الصلاة عليه- صلى الله عليه وسلم- ، وزاده الله فضلا وشرفا لديه . [ ص: 207 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية