سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
جماع أبواب سيرته- صلى الله عليه وسلم- في صلاة الفرائض في السفر

الباب الأول في إباحته- صلى الله عليه وسلم- القصر ، وأنه رخصة

روى الإمامان : الشافعي ، وأحمد- وزاد حتى يرجع ، - وأبو داود والترمذي عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : سافر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيما بين مكة والمدينة آمنا لا يخاف إلا الله تعالى ، وصلى ركعتين .

وروى الإمام مالك ، والنسائي ، وابن ماجه عن عبد الله بن خالد- رحمه الله تعالى- قال : «قلت لابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- كيف تقصر الصلاة وإنما قال الله عز وجل :

فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم فقال ابن عمر : يا ابن أخي إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- علمنا ، فكان فيما تعلمنا أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن نصلي ركعتين في السفر»
، وفي رواية «إن الله- عز وجل- بعث إلينا محمدا- صلى الله عليه وسلم- ولا نعلم شيئا ، فإنما نفعل كما رأينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يفعل» .

وروى الإمام الشافعي ، والشيخان ، والثلاثة ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال :

«صليت الظهر مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالمدينة أربعا وخرج يريد مكة فصلى بذي الحليفة ركعتين» .

وروى الشيخان عنه قال : «خرجنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من المدينة إلى مكة وكان يصلي ركعتين [ركعتين] حتى رجعنا إلى المدينة ، قيل له : أقمتم بمكة شيئا ؟ قال : أقمنا بها عشرا .

وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أقام تسعة عشر يقصر الصلاة فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا وإن زدنا أتممنا» . وفي رواية أبي داود [ ص: 231 ] أنه- صلى الله عليه وسلم- أقام سبع عشرة بمكة يقصر الصلاة ، الرواية الأولى بتقديم التاء على السين ، الثانية بتقديم السين على الموحدة .

وروى أبو داود عن عمران بن حصين قال : «غزوت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وشهدت معه الفتح فأقام بمكة ثماني عشرة ليلة لا يصلي إلا ركعتين» .

وروى أبو داود من طريق ابن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله- ورجاله ثقات- ولم ينفرد به ابن إسحاق ، فقد رواه النسائي من طريق عراك بن مالك عن عبيد الله عن ابن عباس قال : «أقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بمكة عام الفتح خمس عشرة يقصر الصلاة» .

التالي السابق


الخدمات العلمية