سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثاني في تقديره- صلى الله عليه وسلم- مسافة القصر وابتدائه والإقامة ببلد الحاجة

روى مسلم ، وأبو داود ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال ، أو ثلاثة فراسخ- شك شعبة- صلى ركعتين» .

وروى الإمام أحمد ، ومسلم ، والنسائي ، عن جبير بن نفير قال : «خرجت مع شرحبيل بن السمط إلى قرية على رأس سبعة عشر ميلا فصلى ركعتين فقلت له فقال : رأيت عمر بذي الحليفة يصلي ركعتين فقلت له فقال : إنما أفعل كما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يفعل» .

وروى مسدد ، وابن أبي شيبة ، وأحمد بن منيع ، وعبد بن حميد بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج من المدينة سافر فرسخا ثم قصر الصلاة» .

وروى الشيخان ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «خرجنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من المدينة إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة ، قيل له : أقمتم بمكة شيئا ؟ قال : أقمنا بها عشرا نقصر الصلاة» .

وروى الإمام أحمد ، والبخاري ، والأربعة ، والدارقطني ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال : «أقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تسعة عشرة يقصر الصلاة» .

وروى الإمام أحمد وأبو داود عن عمران بن حصين- رضي الله تعالى عنه- قال : ما سافر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سفرا إلا صلى ركعتين ركعتين إلا المغرب حتى يرجع ، وأنه أقام بمكة زمان الفتح ثماني عشرة ليلة يصلي بالناس ركعتين ركعتين إلا المغرب ، ثم يقول «يا أهل مكة قوموا فصلوا ركعتين أخريين فإنا قوم سفر» ، ثم غزا حنينا والطائف ، فصلى ركعتين ركعتين ، ثم رجع إلى الجعرانة فاعتمر منها في ذي القعدة ، الحديث .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، عن جابر- رضي الله تعالى عنه- قال : «أقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بتبوك عشرين يوما يقصر الصلاة» والله أعلم . [ ص: 234 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية