سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
جماع أبواب هديه- صلى الله عليه وسلم- في صلاة الخوف

الباب الأول في بيان عدد المرات والكيفيات التي صدرت منه- صلى الله عليه وسلم لصلاة الخوف على سبيل الإجمال

قال الإمام الحافظ الخطابي- رحمه الله تعالى- صلاها النبي- صلى الله عليه وسلم- في أيام مختلفة ، بأشكال متباينة يتحرى فيها ما هو الأحوط للصلاة ، والأبلغ للحراسة ، فهي على اختلاف صورها متفقة المعنى .

وحكى ابن القصار المالكي رحمه الله تعالى : «أنه- صلى الله عليه وسلم- صلاها عشر مرات» وقال القاضي أبو بكر بن العربي- رحمه الله تعالى- أربعا وعشرين مرة .

ونقل الترمذي عن الإمام أحمد أنه قال : ثبت في صلاة الخوف ستة أحاديث أو سبعة أيها فعل المرء جاز . ومال إلى ترجيح حديث سهل بن أبي حثمة ، وكذا رجحه الإمام الشافعي ، ولم يرجح الإمام إسحاق بن راهويه شيئا على شيء ، وبه قال ابن جرير وغير واحد منهم ابن المنذر وسرد ثمانية أوجه ، وكذلك ابن حبان في صحيحه ، وزاد تاسعا .

وقال أبو محمد بن حزم- رحمه الله تعالى : صح فيها أربعة عشر وجها ، وبينها في جزء مفرد .

وقال القاضي أبو بكر بن العربي : جاء فيها روايات كثيرة أصحها ستة عشر رواية مختلفة . وذكر الإمام النووي- رحمه الله تعالى- نحوه في شرح مسلم ، ولم يبينها ، وبينها أبو الفضل العراقي- رحمه الله تعالى في «شرح الترمذي» وزاد وجها آخر ، فصارت سبعة عشر وجها وذكر أنه يمكن تداخلها .

وقال في «زاد المعاد» : أصولها ست صفات ، وبينها بعضهم إلى أكثر فهؤلاء كلما رأوا [ ص: 243 ] اختلاف الرواة في قصة جعلوا ذلك وجها من فعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، وإنما هو من اختلاف الرواة . انتهى .

قال الحافظ- رحمه الله تعالى- وهذا هو المعتمد . وإليه أشار شيخنا العراقي بقوله :

لكن يمكن تداخلها .

قلت : والستة المشار إليها في كلام الإمام أحمد حديث سهل ، وحديث ابن عمر ، وحديث أبي عياش الزرقي ، وحديث أبي بكرة ، وحديث جابر ، وحديث ابن عباس . [ ص: 244 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية