سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب السادس في صلاته- صلى الله عليه وسلم- الوتر

وفيه أنواع :

الأول : في عدد وتره- صلى الله عليه وسلم .

روى أبو داود عن عبد الله بن أبي قيس- رحمه الله تعالى- قال : سألت عائشة- رضي الله تعالى عنها- «بكم كان يوتر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ؟ قالت : كان يوتر بأربع ، وثلاث ، وست ، وثلاث ، وثمان ، وثلاث ، وعشر وثلاث ، ولم يكن يوتر بأنقص من سبع ولا بأكثر من ثلاث عشرة» .

وروى مسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، عن سعد بن هشام رحمه الله تعالى- قال : سألت عائشة- رضي الله تعالى عنها : فقلت : يا أم المؤمنين أنبئيني عن وتر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قالت :

«كنا نعد له سواكه ، وطهوره ، فيبعثه الله تعالى لما شاء أن يبعثه من الليل ، فيتسوك ويتوضأ ، ثم يصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا عند الثامنة ، فيدعو ربه ، ويصلي على نبيه ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعد ما سلم ، فتلك إحدى عشرة ركعة ، فلما أسن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأخذه اللحم ، أوتر بسبع يسلم من كل ركعتين ، وصلى ركعتين بعد ما سلم»
.

وروى الشيخان ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر فيها بواحدة ، فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيصلي ركعتين خفيفتين» .

وروى البرقاني في صحيحه عنها قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ الإنسان خمسين آية قبل أن يرفع رأسه ، ويركع قبل صلاة الفجر ركعتين خفيفتين ، ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للصلاة» .

وروى الإمام أحمد والنسائي ، عنها قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أوتر تسع ركعات لم يقعد إلا في الثامنة حتى يحمد الله تعالى ويذكره ويدعو ثم ينهض ولا يسلم ، ثم [ ص: 265 ] يصلي السابعة ثم يسلم تسليمة السلام عليكم يرفع بها صوته ، ثم يصلي ركعتين وهو جالس» .

وروى الإمام أحمد ، والترمذي ، وحسنه ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوتر بثلاث عشرة ركعة ، فلما كبر وضعف أوتر بسبع وبخمس» .

وروى الإمام أحمد ، وابن أبي شيبة ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوتر بخمس ركعات من آخر الليل» .

وروى الشيخان عنها قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يسلم في كل ركعتين ويوتر بواحدة» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو يعلى ، عن أبي أمامة- رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوتر بتسع حتى إذا بدن وكثر لحمه أوتر بسبع وصلى ركعتين وهو جالس فقرأ ب إذا زلزلت و قل يا أيها الكافرون .

وقال أبو الحسن الهيثمي رجاله ثقات .

وقال أبو الفرج : في سنده أبو غالب ، واسمه حزور والظاهر أنه رواه بما يظنه المعنى ، بأن بدن مشدد معناه : كبر ، ومن خفف فقد غلط ، لأن معناه : كثرة اللحم ، وليس ذلك من صفاته- صلى الله عليه وسلم- قلت : رواية سعد بن هشام ، عن عائشة فلما أسن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأخذه اللحم ، وهو يؤيد رواية أبي غالب .

وروى الإمام أحمد والنسائي ، وحسنه عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت :

«كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوتر بسبع ، وبخمس ، لا يفصل بتسليم» ولفظ أحمد بكلام .

وروى البزار عن زبيد بن الحارث قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل بثلاث» . [ ص: 266 ]

وروى البزار والطبراني عن سعد بن أبي وقاص- والبزار عن جابر ، والطبراني عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنهم- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أوتر بركعة» .

وروى الإمام أحمد عن علي- رضي الله تعالى عنه : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يوتر بثلاث» .

وروى الحجاج بن أبي أرطاة ، عن عمران بن حصين- رضي الله تعالى عنهما «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يوتر بثلاث ، يقرأ في الركعة الأولى ب سبح اسم ربك الأعلى و قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد .

وروى ابن أبي شيبة ، وأبو يعلى عن جابر- رضي الله تعالى عنه- «أنه أخذ براحلة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في زمن الحديبية قال : فأنختها ، فتقدم فصلى العشاء ، وأنا عن يمينه ثم صلى ثلاث عشرة ركعة» .

وروى الطبراني من طريق عباد بن منصور ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «بت عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلما طلع الفجر الأول ، قام فأوتر بثلاث ، يقرأ في الأولى ب سبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية قل يا أيها الكافرون وفي الثالثة ب قل هو الله أحد فإذا سلم قال : «سبحان الملك القدوس» ، ومد بها صوته» .

وروى البخاري عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- وقد سئلت عن قيام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في رمضان فقالت : «ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة» .

التالي السابق


الخدمات العلمية