سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
جماع أبواب سيرته- صلى الله عليه وسلم- في صلاة الليل

الباب الأول في شدة اجتهاده- صلى الله عليه وسلم- في العبادة

قال الله تعالى : ومن الليل فتهجد به نافلة لك [الإسراء 79] .

روى الإمام أحمد ، والشيخان ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن المغيرة بن شعبة ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- وابن عساكر وأبو يعلى ، والبزار ، والطبراني ، برجال الصحيح ، وأبو القاسم البغوي ، عن أنس ، والطبراني ، والخلعي ، وابن عساكر عن النعمان بن بشير ، والطبراني ، وابن عساكر ، والخطيب ، عن أبي جحيفة ، والطبراني عن عبد الله بن مسعود ، وابن ماجه ، والترمذي ، في «الشمائل» والبزار برجال الصحيح ، وابن مردويه ، والبيهقي في «الأسماء» و «الشعب» ، وابن عساكر ، عن أبي هريرة ، وابن عساكر عن نبيط بن شريط الأشجعي ، وابن عساكر والإمام أحمد ، في «الزهد» عن الحسن- رضي الله تعالى عنهم : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما نزل عليه : إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال : صام وصلى حتى تورمت قدماه وساقاه ، وفي رواية : «صام وصلى حتى انتفخت» وفي لفظ : «حتى تفطر ، وفي لفظ : حتى ترم قدماه» وفي رواية : «وتعبد حتى صار كالشن البالي» وفي لفظ : اجتهد فقيل له : يا رسول الله ما هذا الاجتهاد ؟ أتفعل هذا بنفسك ؟ وفي رواية : «أتتكلف هذا بنفسك ، وقد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ » قال : «أفلا أكون عبدا شكورا» ، فلما بدن وكثر لحمه صلى جالسا ، قالت : فإذا أراد أن يركع قام فقرأ نحوا من ثلاثين آية أو أربعين آية ثم ركع . [ ص: 274 ]

وروى الإمام أحمد ، والطبراني ، برجال الصحيح غير علي بن زيد بن جدعان عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «قال لي جبريل قد حبب إليك الصلاة فخذ منها ما شئت» .

وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في «زوائد المسند» ومحمد بن نصر ، عن عائشة رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يدع قيام الليل ، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا» .

وروى أبو داود ، والحاكم ، وصححه وأقره الذهبي ، عن أم قيس بنت محصن- رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما أسن وحمل اللحم ، اتخذ عمودا في مصلاه يعتمد عليه» .

وروى أبو الحسن بن الضحاك ، والنسائي ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال :

«كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي حتى تزلع قدماه» .

وروى أبو يعلى- برجال ثقات- عن أنس- رضي الله تعالى عنه قال : «وجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شيئا فلما أصبح قيل : يا رسول الله إن أثر الوجع عليك لبين ، قال : «إني على ما ترون قد قرأت البارحة ، السبع الطوال»

وروى أبو طاهر المخلص ، والدينوري ، وابن عساكر عن شعبة- رضي الله تعالى عنه- قال : «تعبد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فاعتزل النساء حتى صار كالشن البالي» .

وروى مسلم ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها قالت- «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها وكان إذا غلبه نوم ، أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة ، ولا أعلم نبي الله- صلى الله عليه وسلم- قرأ القرآن كله في ليله ولا صلى ليلة إلى الصبح ولا صام شهرا كاملا إلا رمضان» .

وروى أبو داود ، والترمذي والنسائي ، عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي ثم ينام قدر ما صلى ، ثم يصلي قدر ما نام ، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح» . [ ص: 275 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية