سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثاني في إيقاظه أهله- صلى الله عليه وسلم- لصلاة الليل

روى ابن ماجه من طريق يوسف بن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : قالت أم سليمان بن داود لسليمان : يا بني لا تكثر النوم بالليل ، فإن كثرة النوم تترك الرجل فقيرا يوم القيامة» .

وروى الإمام أحمد والشيخان ، والنسائي ، عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال : «دخل علي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وعلى فاطمة من الليل فأيقظنا للصلاة ثم رجع إلى بيته فصلى هويا من الليل فلم يسمع لنا حسا ، فرجع إلينا فأيقظنا فقال : «قوما فصليا» قال فجلست وأنا أعرك عيني و [أنا] أقول : إنا والله ما نصلي إلا ما كتب لنا ، إنما أنفسنا بيد الله تعالى إن شاء أن يبعثنا بعثنا ، قال فولى [رسول الله- صلى الله عليه وسلم] ولم يرجع إلي شيئا وسمعته- وهو يقول ويضرب بيده على فخذه وفي رواية بيده على الأخرى- «ما نصلي إلا ما كتب الله لنا ما نصلي إلا ما كتب لنا» ، وكان الإنسان أكثر شيء جدلا [الكهف 54] .

وروى الإمامان : أحمد ومالك ، والبخاري ، والترمذي ، عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- استيقظ ليلة فزعا وهو يقول : «سبحان الله» وفي لفظ : «لا إله إلا الله» «ما أنزل الله من الفتن ماذا أنزل من الخزائن» وفي لفظ : «ماذا فتح من الخزائن من يوقظ صواحب الحجرات» يريد أزواجه- «فيصلين رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة» .

والله تعالى أعلم . [ ص: 276 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية