سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الرابع في افتتاحه- صلى الله عليه وسلم- صلاة الليل ودعائه في تهجده

روى البزار برجال ثقات ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل ، استنجى وتوضأ واستاك ، ثم بعث يطلب الطيب في رباع نسائه» .

وروى الإمام أحمد عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان لا ينام إلا والسواك عنده ، فإذا استيقظ بدأ بالسواك» .

وروى الدارقطني عن حذيفة- رضي الله تعالى عنه- أنه صلى مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليلة من رمضان ، فسمعته يقول حين كبر «الله أكبر ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة» الحديث ورواه ابن أبي شيبة بلفظ أنه انتهى إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حين قام إلى صلاته من الليل فلما دخل في الصلاة قال : «الله أكبر ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة» الحديث .

وروى الأئمة ، إلا الشافعي ، والدارقطني عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل : يتهجد» .

وفي لفظ : إذا قام إلى الصلاة في جوف الليل قال «اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ولك الحمد ، أنت ملك السماوات والأرض ، ولك الحمد أنت الحق ، ووعدك الحق ، ولقاؤك حق ، وقولك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والنبيون حق ، ومحمد- صلى الله عليه وسلم- حق ، والساعة حق . اللهم لك أسلمت وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت ، وما أخرت ، وما أسررت ، وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت ، أو لا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلا بالله» .

وروى البخاري ، وأبو الحسن الضحاك عن عائشة ، رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا استيقظ من الليل قال : «لا إله إلا أنت سبحانك ، اللهم إني أستغفرك من ذنوبي ، وأسألك رحمتك ، اللهم زدني علما ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من [ ص: 281 ] لدنك رحمة إنك أنت الوهاب» .

وروى مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن- رحمه الله تعالى- قال : «سألت عائشة- رضي الله تعالى عنها- بأي شيء كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يفتتح صلاة الليل إذا قام من الليل ؟ قالت : إذا قام من الليل افتتح صلاته فقال : «اللهم رب جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك أنت تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم» .

وروى الإمام أحمد برجال ثقات ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، والطبراني برجال ثقات عن ربيعة الجرشي رحمه الله تعالى قال : «سألت عائشة- رضي الله تعالى عنها- ما كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول إذا قام من الليل ؟ وبم كان يستفتح ؟ قالت : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا هب من الليل كبر عشرا ، وحمد عشرا ، وهلل عشرا ، واستغفر عشرا ويقول : «اللهم اغفر لي ، واهدني ، وارزقني» عشرا ويقول : «اللهم إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب» عشرا .

وفي رواية : «ضيق الدنيا وضيق القيامة» عشرا ، ثم يستفتح صلاة الليل .

وروى أبو داود ، والنسائي ، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل واستفتح صلاته كبر ، ثم يقول : «سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك» ، ثم يقول : «لا إله إلا الله» ثلاثا ، ثم يقرأ- زاد النسائي- بعد ولا إله غيرك ثم يقول : «الله أكبر كبيرا» ثم يقول : «أعوذ بالله السميع العليم ، من الشيطان الرجيم ، من همزه ، ونفخه ، ونفثه» ، ثم يقرأ» .

وروى الإمام أحمد ، عن أبي أمامة- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دخل في الصلاة من الليل كبر ثلاثا ، وسبح ثلاثا ، وهلل ثلاثا ، ثم يقول :

«اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم ، من همزه ونفخه وشركه»
.

وروى الإمام أحمد ، والبخاري ، والأربعة- قال الترمذي : حسن صحيح- عن ربيعة بن [ ص: 282 ] كعب الأسلمي- رضي الله تعالى عنه- قال : «كنت أبيت عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأعطيه وضوءه فأسمعه يقول إذا قام من الليل : «سبحان الله رب العالمين . الهوي» ، ثم يقول : «سبحان الله وبحمده . الهوي» ، قال ابن المبارك : يعني بالهوي : الطويل» .

وروى الإمام أحمد ، ومسلم ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : إذا قام من الليل يصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين» .

وروى ابن قانع عن محمد بن مسلمة- رضي الله تعالى عنه : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام يصلي تطوعا ، قال : «وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين» .

وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، والبيهقي ، عن عاصم بن حميد قال : سألت عائشة- رضي الله تعالى عنها- ما كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يفتتح به قيام الليل ، قالت : «كان يكبر عشرا ، ويحمد عشرا ، ويسبح عشرا ، ويقول : «اللهم اغفر لي ، واهدني ، وارزقني ، وعافني ، ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة» . [ ص: 283 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية