سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
جماع أبواب سيرته- صلى الله عليه وسلم- في صلاة الضحى ، وصلاة الزوال

الباب الأول في استنباطها من القرآن ، وما ورد في فضلها ، والأمر بها

واختلف الرواة في فضلها «هل صلاها أم لا ؟ فمنهم المثبت ، ومنهم النافي ، فمن العلماء من رجح رواية المثبت على النافي ، جريا على القاعدة المعروفة ، لأنها تتضمن زيادة علم فقدمت على النافين ، قالوا وقد يجوز أن يذهب علم مثل هذا على كثير من الناس ، ويوجد عند الأقل .

ومنهم من رجح رواية النافي بقرينة ، ولم يعتد برواية المثبت ، إما لضعفها ، أو صرفها عن صلاة الضحى» .

وروى الإمام أحمد ومسلم وابن ماجه ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى أربعا ، ويزيد ما شاء» .

وروى سعيد بن منصور ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «طلبت صلاة الضحى في القرآن فوجدتها ها هنا يسبحن بالعشي والإشراق [ص 18] .

وروى الطبراني ، من طريق حجاج بن نصير عنه ، قال : «كنت أمر بهذه الآية ، فما أدري ما هي قوله يسبحن بالعشي والإشراق حتى حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دخل عليها فدعا بوضوء في جفنة كأني أنظر إلى أثر العجين فيها فتوضأ ، ثم صلى صلاة الضحى ، ثم قال : «يا أم هانئ هذه صلاة الإشراق» .

وروى أحمد بن منيع عنه قال : أتى علينا زمان ما ندري ما وجه هذه الآية يسبحن بالعشي والإشراق حتى رأينا الناس يصلون الضحى .

وروى ابن أبي شيبة في مصنفه ، والبيهقي في الشعب عنه ، قال : «إن صلاة الضحى في القرآن ، وما يغوص عليها إلا غواص في قوله تعالى في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال .

وروى الأصبهاني في الترغيب عن عون العقيلي . في قوله تعالى فإنه كان للأوابين غفورا قال الذين يصلون صلاة الضحى . [ ص: 302 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية