سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثاني في صلاته- صلى الله عليه وسلم- صلاة الضحى

وفيه نوعان

الأول : فيما ورد أنه صلاها :

روى الإمام أحمد ، ومسلم ، وابن ماجه ، والحارث بن أبي أسامة ، عن قتادة ، عن معاذة ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى أربعا ، ويزيد ما شاء» .

وروى أبو نعيم ، عن حنظلة الثقفي ، قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا ارتفع النهار وذهب كل أحد وانفلت الناس خرج إلى المسجد فركع ركعتين» .

وروى الإمام أحمد- برجال ثقات- والطيالسي والنسائي في الكبرى بسند رجاله ثقات ، عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى» ورواه أبو يعلى إلا أنه قال : «كان يصلي من الضحى» .

وروى النسائي عنه قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي حين يرتفع النهار ركعتين ، وقبل نصف النهار أربع ركعات ، ويجعل التسليم في آخره .

وروى مسدد عن رميثة قالت : «رأيت عائشة- رضي الله عنها- صلت الضحى ثمان ركعات» وفي رواية له «كانت عائشة تصلي الضحى فتطيلها» .

وروى ابن حبان ، عن عائشة قالت : «دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بيتي فصلى الضحى ثمان ركعات» .

وروى مسدد ، والنسائي في اليوم والليلة ، عن زاذان أبي عمر عن رجل من الأنصار قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى ذات يوم ، فلما فرغ قال : «اللهم اغفر لي ، وتب [ ص: 303 ] علي ، إنك أنت التواب الغفور» قالها مرة أو أكثر من مائة مرة» .

وروى ابن أبي شيبة ، عن حذيفة- رضي الله تعالى عنه : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصلي الضحى ثمان ركعات في حرة بني معاوية» .

وروى أحمد بن منيع ، عن الحسن ، أو الحسين- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصلي الضحى ، وقال : «من صلاها بني له بيت في الجنة» ، وأظنه قال : «غفر له ما كان في ساعات النهار من ذنب» .

وروى الإمام أحمد- برجال الصحيح ، عن عتبان بن مالك- رضي الله تعالى عنه- : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى في بيته سبحة الضحى» .

وروى الطبراني بسند حسن عن جبير بن مطعم- رضي الله تعالى عنه- أنه رأى «رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى» .

وروى الإمام أحمد- برجال ثقات- عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في سفر صلى سبحة الضحى ثمان ركعات الحديث» .

وروى البزار من طريق عبد الله بن شبيب ، عن سعد بن أبي وقاص- رضي الله تعالى عنه- قال : «صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بمكة يوم فتحها ثمان ركعات يطيل فيها القراءة والركوع» .

وروى الطبراني بسند جيد عن جابر- رضي الله تعالى عنه- أنه رأى «رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى بمكة ست ركعات» .

روى الطبراني- برجال ثقات- عن أم هانئ- رضي الله تعالى عنها- قال : «لما كان فتح مكة دعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بماء وسترت أم هانئ ، وأم سليم ، أم أنس بن مالك بملحفة . ثم دخل بيت أم هانئ فصلى الضحى أربع ركعات» . [ ص: 304 ]

وروى الطبراني عنها بسند حسن «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دخل عليها يوم الفتح فصلى سنة الضحى ست ركعات» .

وروى البزار من طريق يوسف بن خالد السمتي عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان لا يترك الضحى في سفر ولا غيره» .

وروى الطبراني من طريق سعيد بن مسلمة الأموي عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «رأينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى ست ركعات ، فما تركهن بعد ذلك» .

وروى الإمام مالك ، والشيخان ، عن أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالب ، وفي رواية ، مولى أم هانئ بنت أبي طالب أن أم هانئ- رضي الله تعالى عنها- أخبرته : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى عام الفتح ثمان ركعات ملتحفا في ثوب واحد» .

ورواه الحارث بن أبي أمامة ، من طريق الليث بن سعد ، عن أبي مرة بلفظ : «أخذ ثوبه فالتحف به ، ثم صلى ثمان ركعات سبحة الضحى» .

ورواه أبو الحسن الضحاك ، عن كريب- مولى ابن عباس- عن أم هانئ- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى يوم الفتح سبحة الضحى ثمان ركعات يسلم بين كل ركعتين» .

ورواه مسلم ، وأبو بكر البرقاني ، عن ابن أبي ليلى قال : ما أخبرنا أحد «أنه رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى غير أم هانئ ، فإنها ذكرت أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح اغتسل في بيتها ، وصلى ثمان ركعات خفافا لم أره صلى مثلهن إلا أنه يتم الركوع والسجود» .

ورواه مسلم ، وأبو الحسن بن الضحاك ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، قال : [ ص: 305 ] سألت وحرصت على أن أجد أحدا من الناس يخبرني أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى سبحة الضحى فلم أجد أحدا يحدثني بذلك غير أم هانئ بنت أبي طالب ، أخبرتني : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أتى بعد ما ارتفع النهار يوم الفتح ، فأتي بثوب فستر عليه فاغتسل ، ثم قام فركع ثماني ركعات لا أدري أقيامه فيها أطول ، أم ركوعه ، أم سجوده ؟ وكل ذلك منه متقارب قالت فلم أره سبحها قبل ولا بعد» .

وروى أبو الحسن بن الضحاك ، فقال : هذا غريب لم يرو عن عائشة فيما يقال إلا من هذا الوجه عن رميثة قالت : «بت عند عائشة أم المؤمنين- رضي الله تعالى عنها- فلما أصبحت اغتسلت ، ودخلت بيتا ، وأجافت الباب دوني ، فقلت : يا أم المؤمنين إنما أقمت عندك لهذه الساعة ، فقالت : ادخلي فقامت فصلت ثمان ركعات ما أدري أقيامهن أطول أم ركوعهن ، أم سجودهن ؟ فلما سلمت ، قالت : يا رميثة إنني رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصليهن فلو نشدني أبواي على تركهن ما تركتهن» .

الثاني : فيما ورد أنه- صلى الله عليه وسلم- لم يصلها .

روى الإمام أحمد ، وأبو يعلى ، من طريق عبد الله بن رواحة ، عن أنس بن مالك- رضي الله تعالى عنه- «أنه لم ير رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى الضحى قط ، إلا أن يخرج في سفر أو يقدم من سفر» .

وروى الإمام أحمد- برجال ثقات- عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال : «ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى الضحى إلا مرة» .

وروى الطبراني ورجاله ثقات ، عن أبي أمامة أن سهل بن حنيف قال : «أول من صلى الضحى رجل من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يكنى أبا الزوائد» .

وروى البزار ورجاله موثقون ، وفي بعضهم كلام لا يضر عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «ما صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الضحى إلا يوم فتح مكة» . [ ص: 306 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية