سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الخامس في صلاته- صلى الله عليه وسلم- قبيل الزوال وعنده

روى الإمام أحمد مطولا ، وأبو داود ، وابن ماجه مختصرا ، عن أبي أيوب- رضي الله تعالى عنه- قال : أدمن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أربع ركعات عند زوال الشمس ، فقلت : «يا رسول الله : ما هذه الركعات التي أراك أدمنتها ؟ قال : «إن أبواب السماء تفتح عند زوال الشمس ، فلا تريح حتى يصلى الظهر ، فأحب أن يصعد لي فيها خير» ، فقلت : يا رسول الله تقرأ فيهن كلهن ؟ قال : «نعم» [قلت] ففيها سلام فاصل ؟ قال : لا .

وروى الإمام أحمد ، والترمذي ، عن عبد الله بن السائب- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي قبل الظهر بعد الزوال أربعا ، ويقول : «إن أبواب السماء تفتح عند زوال الشمس فأحب أن أقدم فيها عملا صالحا» .

وفي لفظ : «أن يصعد لي فيها عمل صالح» .

وروى الإمام أحمد ، وابن ماجه ، عن عائشة- رضي الله [تعالى] عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي أربعا قبل الظهر ، يطيل فيهن القيام ، ويحسن فيهن الركوع والسجود» .

وروى النسائي عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي حين ترتفع الشمس ركعتين ، وقبل نصف النهار أربع ركعات ، ويجعل التسليم في آخرها» .

وروى الإمام أحمد- بسند جيد- عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- «ما هجرت إلا وجدت النبي- صلى الله عليه وسلم- يصلي» .

وروى الطبراني- بسند ضعيف- عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا استوى النهار خرج إلى بعض حيطان المدينة ، وقد سير له فيها طهوره ، فإن كانت له حاجة قضاها ، وإلا تطهر ، فإذا زالت الشمس ، عن كبد السماء قدر شراك قام [ ص: 309 ] فصلى أربع ركعات لم يتشهد بينهن ، ويسلم في آخر الأربع ، ثم يقوم فيأتي المسجد» الحديث .

وروى البزار- بسند ضعيف- عن ثوبان - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يستحب أن يصلي بعد نصف النهار ، فقالت عائشة : يا رسول الله أراك تستحب الصلاة هذه الساعة ، قال : «تفتح أبواب السماء ، وينظر الله تعالى بالرحمة إلى خلقه» الحديث .

وروى ابن عساكر ، وأبو داود ، عن أبي أيوب- رضي الله تعالى عنه- قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا زالت الشمس أو زاغت ، أو كما قال : إن كان في يده عمل الدنيا رفضه ، وإن كان نائما يوقظ له ، فيقوم فيغتسل ، أو يتوضأ ، ثم يركع ركعات يتمهن ويحسنهن ، ويتمكن فيهن ، فلما أراد أن ينطلق ، قلت يا رسول الله رأيتك إذا زالت الشمس ، أو زاغت ، فإن كان في يدك عمل من الدنيا رفضته ، وإن كنت نائما ، فكأنما توقظ له ، فتغتسل أو تتوضأ ، ثم تركع أربع ركعات تتمهن وتحسنهن ، وتمكث فيهن ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «إن السماوات ، وأبواب الجنة تفتح في تلك الساعة ، فما ترتج أبواب السماوات وأبواب الجنة حتى تصلى هذه الصلاة ، فأحببت أن يصعد لي تلك الساعة خير» .

وفي رواية : «فأحب أن يرفع لي عمل في أول عمل العابدين» .

التالي السابق


الخدمات العلمية