سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الثاني في آدابه- صلى الله عليه وسلم- في صلاة العيدين

وفيه أنواع :

الأول : في الوقت والمكان ، الذي كان يصلي فيهما العيد .

روى الإمام الشافعي عن أبي الحويرث- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كتب إلى عمرو بن حزم وهو بنجران أن عجل الأضحى ، وأخر الفطر ، وذكر الناس» .

وروى الإمام أحمد ، والخمسة ، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى ، وأول شيء يبدأ به الصلاة» .

وروى أبو داود ، وابن ماجه ، والبيهقي ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال :

أصابهم مطر في يوم فطر فصلى بنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في المسجد» .

وروى ابن القيم : لم يصل العيد في المسجد إلا مرة واحدة أصابهم المطر فصلى بهم في المسجد ، إن ثبت الحديث ، وهو في سنن أبي داود وابن ماجه .

الثاني : في صلاة العيد قبل الخطبة- وبغير أذان ، ولا إقامة .

روى الأئمة إلا الإمام مالك ، وأبو داود ، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال :

«كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر ، وعمر ، يصلون العيدين قبل الخطبة» .

وروى الإمام أحمد عنه ، قال : شهدت العيد مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فصلى بلا أذان ولا إقامة ، ثم شهدت صلاة العيد مع أبي بكر ، فصلى بلا أذان ولا إقامة ، ثم شهدت صلاة العيد مع عمر ، فصلى بلا أذان ولا إقامة ثم شهدت العيد مع عثمان فصلى بلا أذان ولا إقامة» .

وروى مسلم عن جابر بن سمرة- رضي الله تعالى عنه- قال : «صليت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- غير مرة ، ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة» . [ ص: 316 ]

وروى الإمام أحمد ، وابن ماجه ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : شهدت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- العيد ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، فكلهم صلى قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة» .

وروى النسائي عن عطاء عن جابر- رضي الله عنه- «صلى بنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في عيد قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة» .

وروى الإمام الشافعي عن عبد الله بن يزيد الخطمي- رضي الله عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، كانوا يبدءون بالصلاة قبل الخطبة ، حتى قدم معاوية فقدم معاوية الخطبة» .

وروى الطبراني- برجال ثقات- عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر يبدءون بالصلاة قبل الخطبة في العيد» .

وروى الشيخان ، عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يخرج يوم الأضحى ، ويوم الفطر ، إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة ، فإذا صلى صلاته وسلم قام فأقبل على الناس وهم جلوس في مصلاهم» ، وفي لفظ : «جلوس على صفوفهم فيعظهم ، ويوصيهم ، ويأمرهم» .

الثالث : في صلاته- صلى الله عليه وسلم- العيد ركعتين .

روى الإمام أحمد ، والخمسة ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خرج في يوم عيد فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما» .

الرابع : في عدد تكبيره- صلى الله عليه وسلم- في صلاة العيد .

روى الإمام أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه ، والدارقطني ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يكبر في العيدين قبل القراءة سبعا ، في الركعة الأولى ، سوى تكبيرة الافتتاح» ، وفي لفظ «تكبيرة الركوع ، ويكبر خمسا في الآخرة سوى تكبيرة الركوع» . [ ص: 317 ]

وروى الإمام أحمد ، والدارقطني ، عن عبد الله بن عمرو- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كبر في العيدين اثنتي عشرة تكبيرة سبعا في الأولى وخمسا في الثانية» .

وروى الترمذي- وحسنه- وابن ماجه ، والدارقطني ، عن عمرو بن عوف المزني- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كبر في العيدين في الأولى سبعا ، قبل القراءة ، وفي الآخرة خمسا قبل القراءة» .

وروى ابن ماجه ، والدارقطني ، عن سعد القرظ- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يكبر في العيدين في الأولى سبعا قبل القراءة ، وفي الآخرة خمسا قبل القراءة» .

الخامس : في قراءته- صلى الله عليه وسلم- في صلاة العيدين .

روى الأئمة إلا البخاري ، عن أبي واقد الليثي- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في العيدين ب ق والقرآن المجيد و اقتربت الساعة وانشق القمر .

وروى الدارقطني ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العيدين ب ق والقرآن المجيد ، [و اقتربت الساعة ] وروى الإمامان : مالك ، وأحمد ، ومسلم ، والأربعة ، عن النعمان بن بشير وابن ماجه ، عن ابن عباس ، والإمام أحمد ، والطبراني ، عن سمرة بن جندب- رضي الله تعالى عنهم- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في العيدين سبح اسم ربك الأعلى و هل أتاك حديث الغاشية زاد النعمان وربما اجتمعتا في يوم واحد فقرأهما» .

وروى الإمام مالك ، والخمسة ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن [ ص: 318 ] النبي- صلى الله عليه وسلم- صلى يوم الفطر ركعتين لا يقرأ فيهما إلا بأم القرآن لم يزد عليها شيئا» .

وروى البزار بسند ضعيف ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة العيدين ب عم يتساءلون ، والشمس وضحاها » . [ ص: 319 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية