سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الرابع في استسقائه- صلى الله عليه وسلم- لأهل إقليم آخر بالدعاء من غير صلاة

روى أبو داود ، والحاكم ، والبيهقي ، عن جابر- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أتته بواكي ، ولفظ الحاكم في المستدرك : هوازن فقال : «اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا مريئا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل» . قال فأطبقت السماء عليهم» .

قال البيهقي : الرواية أتت النبي- صلى الله عليه وسلم- بواكي وفي نسختنا من كتاب أبي داود ، يعني بموحدة قبل الواو قال : ورواه شيخنا الحاكم في المستدرك : أتت هوازن ، قال الحافظ ابن المنذر هكذا وقع في روايتنا وفي غيرها مما شاهدنا بالباء الموحدة المفتوحة ، قال هو والبيهقي : وذكر الخطابي : رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يواكي بضم التحتية وقيل معناه :

التحامل .

وروى ابن ماجه ، وأبو عوانة عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : جاء أعرابي فقال : «يا رسول الله لقد جئتك من عند قوم ما يتزود لهم راع ، ولا يحظر لهم فحل ، فصعد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المنبر فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : «اللهم اسقنا غيثا يغيثنا هنيئا مريئا مريعا طبقا غدقا عاجلا غير رائث» ثم نزل فما يأتيه أحد من وجه إلا قالوا قد أحيينا» .

وروى الإمام أحمد ، وابن ماجه ، عن مرة بن كعب ، أو كعب بن مرة- رضي الله تعالى عنه- قال : «جاء رجل إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : «استسق الله لمضر فقال المغيرة : إنك لجريء . ألمضر ؟ ، قال يا رسول الله : إنك استنصرت الله فنصرك ، ودعوت الله فأجابك ، قال :

فرفع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يديه ، يقول : «اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا مريئا طبقا غدقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار» قال فأحيوا ، فما لبثوا أن أتوه فشكوا إليه كثرة المطر فقالوا : قد تهدمت البيوت ، فرفع يديه ، فقال : «اللهم حوالينا ولا علينا» ، فجعل السحاب ينقطع يمينا وشمالا
. [ ص: 345 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية