سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

صفحة جزء
الباب الخامس في هديه- صلى الله عليه وسلم- في المطر والسحاب والرعد والصواعق

روى البخاري في الأدب ، ومسلم في صحيحه ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «أصابنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مطر فحسر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثوبه حتى أصابه من المطر ، قلنا يا رسول الله لم فعلت هذا ؟ قال : «لأنه حديث عهد بربه عز وجل» .

وروى أبو يعلى عنه ، «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتمطر في أول مطرة فينزع ثيابه إلا الإزار» .

وروى الإمام أحمد ، والبخاري ، والنسائي ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى المطر قال : «اللهم صيبا نافعا» .

وروى الإمام الشافعي ، عن المطلب بن حنطب- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند المطر : «اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ، ولا بلاء ، ولا هدم ، ولا غرق ، اللهم على الظراب ومنابت الشجر ، اللهم حوالينا ولا علينا» .

وروى الإمام الشافعي ، وأبو داود ، وابن ماجه ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنهما- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رأى ناشئا في أفق السماء ترك العمل ، وإن كان في صلاة خفف ، واستقبل القبلة ، ثم يقول : «اللهم إني أعوذ بك من شرها» ، وفي لفظ «من شر ما أرسل به» ، وفي لفظ «من شر ما فيه» ، فإن كشفه الله حمد الله ، وإن أمطر ، قال : «اللهم صيبا هنيئا» .

وفي لفظ «سيبا نافعا» وفي لفظ «صيبا نافعا» مرتين ، أو ثلاثة .

وروى البخاري ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، عنها ، قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رأى مخيلة تلون وجهه وتغير ودخل وخرج ، وأقبل وأدبر ، فإن أمطرت سري عنه ، فذكرت له عائشة بعض ما رأت منه ، فقال : وما يدريك ؟ لعله كما قال الله عز وجل [ ص: 346 ] فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح الآية» .

وروى سعيد بن منصور ، والإمام أحمد ، وعبد ، والشيخان عنها قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رأى غيما ، أو ريحا عرف ذلك في وجهه ، قلت : يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر ، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية ، قال يا عائشة : وما يؤمني أن يكون فيه عذاب ، عذب قوم بالريح ، وقد رأى قوم العذاب ، فقالوا : هذا عارض ممطرنا » .

وروى الإمام الشافعي والبخاري في الأدب ، وأبو داود ، وابن ماجه ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال : «سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «الريح من روح الله ، تأتي بالرحمة ، وتأتي بالعذاب ، فإذا رأيتموها فلا تسبوها ، واسألوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها» .

وروى الشيخان ، والترمذي ، وابن ماجه ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا عصفت الريح» ، وفي لفظ : «إذا رأى الريح» ، وفي لفظ : «إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجهه وأقبل وأدبر وقال : «اللهم إني أسألك خيرها ، وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ، فإذا أمطرت سر به» وفي لفظ «سري عنه ذلك» فقالت وفي رواية «فقلت يا رسول الله : أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية ، فقال «يا عائشة : ما يؤمني أن يكون فيه عذاب قد عذب الله قوما بالريح ، وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا » وفي رواية فقال «إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي» وفي لفظ : فقال : «لعله يا عائشة كما قال قوم عاد فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا .

وروى الإمام الشافعي ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «ما هب ريح قط [ ص: 347 ] إلا جثا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على ركبتيه وقال : «اللهم اجعلها رحمة ، ولا تجعلها عذابا ، اللهم اجعلها رياحا ، ولا تجعلها ريحا» .

وروى البخاري عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ذلك في وجه النبي- صلى الله عليه وسلم-» .

وروى البخاري في الأدب ، وأبو يعلى برجال الصحيح عنه قال كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «إذا هاجت ريح شديدة قال : «اللهم إني أسألك من خير ما أرسلت به وأعوذ بك من شر ما أرسلت به» .

وروى البزار والطبراني عن عثمان بن أبي العاص- رضي الله تعالى عنه- : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا اشتدت الريح وفي لفظ الطبراني : ريح الشمال . قال : «اللهم إني أعوذ بك من شر ما أرسل فيها» .

وروى الطبراني برجال الصحيح عن سلمة بن الأكوع- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا اشتدت الريح قال : «اللهم لقحا لا عقما» .

وروى الطبراني عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه وجثا على ركبتيه ومد يديه قال «اللهم إني أسألك من خير هذا الريح وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به ، اللهم اجعلها رحمة ، ولا تجعلها عذابا ، اللهم اجعلها رياحا ، ولا تجعلها ريحا» .

وروى الإمام أحمد- برجال ثقات- عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا هاجت الريح عرف ذلك في وجهه» .

وروى الإمام أحمد ، والبخاري في الأدب والترمذي عن ابن عمر- رضي الله تعالى [ ص: 348 ] عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا سمع صوت الرعد ، والصواعق ، قال : «اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك» .

التالي السابق


الخدمات العلمية